responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس نویسنده : الزبيدي    جلد : 1  صفحه : 113


* وممَّا يستدرك عليه :
باذَأْتُ الرجلَ إذا خاصَمته ، وباذَأَهُ فبَذَأَهُ ، وأَبْذَأْتُ : جئتُ بالبِذاءِ [1] ، وقال الشَّعبيُّ : إذا عَظُمت الخِلْقة فإنَّما به [2] بِذاءٌ ونِجاءٌ .
ومن المجاز : وُصِفت لي أرضُ كذا فأَبصرتُها فبَذَأتْها [3] عيني ، أَي ازدَرتْها .
برأ : بَرَأَ اللهُ الخَلقَ ، كجَعَلَ يبْرَأُ بالفتح فيهما ، لمكانِ حرف الحلقِ في اللام ، على القياس ، ولهذا لو قال كمَنَعَ بدل جَعَلَ كانَ أَوْلى بَرْءاً كمَنْعٍ ، حكاه ابن الأنباريِّ في الزاهر وبُروءاً كقَعودٍ ، حكاه اللّحيانيُّ في نوادره وأبو زيد في كتاب الهمز : خَلَقَهم على غيرِ مثالٍ ، ومنه البارِئُ في أَسمائه تعالى ، قال في النهاية : هو الذي خلق الخلقَ لا عن مثالٍ . وقال البيضاوِيُّ : أَصلُ تركيبِ البَرْءِ لخُلوص الشيءِ من غيرِه ، إمَّا على سبيلِ التقَصِّي ، كبَرَأَ المَريض من مَرَضه والمَدْيون من دَيْنه ، أو الإنشاء ، كبَرَأَ اللهُ آدمَ من الطين ، انتهى . والبَرْءُ : أخصُّ من الخلق ، وللأَوَّل اختصاصٌ بخَلْق الحيوان ، وقلَّما يستعمل في غيره ، كبَرَأَ اللهُ النَّسَمَة وخَلَقَ السمواتِ والأَرض .
وبَرأَ المَريض مُثَلَّثاً ، والفتحُ أَفصحُ ، قاله ابنُ القطَّاع في الأَفعال ، وتبعه المُزَنِيُّ ، وعليه مشى المصنِّف ، وهي لغة أهلِ الحجازِ ، والكَسْرُ لغة بني تميم ، قاله اليزيديُّ واللّحيانيُّ في نوادِرِهما يَبْرَأُ بالفتح أيضاً على القياس وبَرَأَ كنَصَرَ يَبْرُؤُ كينْصُر ، كذا هو مَضبوطٌ في الأُصول الصحيحةِ ، نقله غيرُ واحد من الأَئمَّة ، قال الزجَّاج : وقد ردُّوا ذلك ، قال : [4] ولم يجيءْ فيما لامه همزة فَعَلْتُ أَفْعَل ، وقد استقصى العلماءُ باللغةِ هذا فلم يجدوا [5] إِلاَّ في هذا الحرفِ . قلت : وكذلك بَرا يَبْرو ، كدَعا يَدْعو ، وصرَّحوا أنَّها لغةٌ قبيحةٌ بُرْءاً بالضم في لُغة الحجاز وتميم ، حكاه القزَّازُ وابنُ الأَنباريّ وبُرُوءاً كقُعود ، وبَرُؤ ككَرُم يَبْرُؤُ بالضمِّ فيهما ، حكاها القزَّاز في الجامع وابنُ سِيده في المُحكم ، وابن القطَّاع في الأَفعال ، وابن خالَوَيه عن المازنيّ ، وابن السَّيِّد في المَثلَّث ، وهذه اللغةُ الثالثةُ غيرُ فصيحةٍ وبَرِئَ مثل فَرِحَ يَبْرَأُ كيفْرَحُ ، وهما أَي بَرَأَ كمنَعَ وبَرِئَ كفرِح لُغتان فَصيحتان بَرْءاً بفتح فسكون وبُرُؤاً بضمَّتين [6] وبُرُوءاً كقُعود نَقِهَ كفرِحَ ، من النَّقاهة وهي الصِّحَّة الخفيفةُ التي تكون عَقِيب مرضٍ ، وفي بعض النسخ زيادة : وفيه مَرَضٌ . وهو حاصِلُ معنى نَقِهَ ، وعليها شرح شيخنا . وأَبْرأَه اللهُ تعالى من مرضه فهو أي المريض بارِئٌ وبَرِيءٌ ، بالهمز فيهما ، وروي بغير همز في الأخير ، حكاها القزَّاز ، وقال ابن دَرَسْتَوَيْه : إنَّ الصِّفةَ من بَرَأَ المريضُ بارِئٌ على فاعلٍ ، ومن غيره بَريءٌ ، وأَنكره الشَّلْوَبينُ وقال : اسم الفاعل في ذلك كلِّه بارئٌ ولم يسمع بَريءٌ ، ولكن أورده اللبْلِيُّ في شرح الفصيحِ وقال : قد سُمِع بَريءٌ أيضاً ككِرامٍ في بَريءٍ قياساً ، لأنَّ فاعِلاً على فِعالٍ ليس بمسموع ، فالضميرُ إلى أقربِ مَذكور ، أو أنَّه من النوادر .
ومن سجعات الأَساس : حقٌّ على البارِئِ من اعتلالِه ، أن يُؤدِّي شُكْرَ البارِئِ [7] على إِبْلالِه . وبَرِئَ الرجل بالكسر ، لغة واحدة من الأَمرِ والدَّيْنِ كفرِح يَبْرَأُ بالفتح على القياس ويَبْرُؤُ بالضم نادِرٌ بل غَريبٌ جدًّا ، لأنَّ ابن القوطيَّة قال في الأَفعال : ونَعِمَ ينْعُمُ وفَضِلَ يفْضُلُ بالكسر في الماضي والضمِّ في المضارع فيهما ، لا ثالث لهما ، فإن صحَّ فإنَّه يُستدرَك عليه ، وهذا الذي ذكره المؤلِّف هو ما قاله ابن القطَّاع في الأَفعال ، ونصُّه بَرأَ اللهُ الخَلْقَ وبَرأَ المريضُ مثلَّثاً ، والفتحُ أَفصحُ وبَرِئَ من الشيءِ والدَّيْنِ بَرَاءةً كفَرِحَ لا غَيْرُ ، بَرَاءً كسَلامٍ ، كذا في الرَّوْضِ وبَرَاءةً ككَرامَةً وبُرْءاً [8] بضمٍّ فسكون : تَبَرَّأَ [9] بالهمز ، تفسيرٌ لما سبق وأَبْرأَكَ اللهُ منه وبَرَّأَك ، من باب التفعيل ، أَي جعلك بَريئاً ، وأنتَ بريءٌ منه ج بَرِيؤن جمعُ مذكَّرٍ سالم وبُرَآءُ كفُقَهاءَ [10] وبِراء مثل كِرامٍ في كَريمٍ ، وقد تقدَّم ، وفيه دلالةٌ لما أَوردناه آنفاً ، وأَبراءٌ مثل أَشراف في شَريفٍ ،



[1] الأساس : وقد أبذأت يا رجل أي جئت بالبذاء .
[2] اللسان : هي .
[3] في الأساس : فما بذأتها .
[4] يفهم من اللسان أنه قول الأزهري .
[5] اللسان : يجدوه ، ومنه نقل النص .
[6] متن القاموس : وبرءا .
[7] الأساس المطبوع : الباري .
[8] متن القاموس واللسان : وبروءا .
[9] اللسان : تبرؤا .
[10] اللسان : مثل فقيه وفقهاء .

113

نام کتاب : تاج العروس نویسنده : الزبيدي    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست