نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي جلد : 1 صفحه : 86
< شعر > [ سألته قبل يوم السّير مبعثه * إليك ديوان تيم اللَّات ماليتا [1] ] < / شعر > ولما عاد إلى المعرّة في سنة أربعمائة لازم منزله ، وشرع في التّصنيف ، وأخذ عنه الناس ، وسار إليه الطَّلبة من الآفاق ، وقدّر له ابن أبى [2] هاشم ، فكتب عنه تصانيفه من غير أجرة . وكاتبه العلماء والوزراء والفضلاء وأهل الأقدار ، واختاروا عليه التصنيفات ففعل ، وكان نادرة زمانه . ولما دخل إلى العراق قصد من أكابرها الإعانة بجاههم على بلوغ أغراضه ؛ من كف من تطرق أذاه إليه في أمر وقفه ، فلم يجد منهم ذلك . أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهانيّ ، [3] أذننا إذنا عاما ، قال في كتابه : أخبرنا أبو محمد عبد اللَّه [4] بن الوليد بن غريب الإياديّ ، بالإسكندرية - وأبو محمد هذا ، على ما حكاه لى ولد بالمعرّة ، ودخل أصبهان وغيرها من بلاد الشرق ، ثم استوطن مصر ، وقد حج ورأى نفرا من أدباء بلده ، وكان يحفظ من شعرهم يسيرا ، من جملتهم أبو العلاء التّنوخيّ - سمعته يقول : دخلت على أبى العلاء وأنا صبيّ مع عمى أبى طاهر ، نزوره ، فرأيته قاعدا على سجادة لبد ، وهو شيخ ، فدعا لى ومسح على رأسى ، وكأنى أنظر إليه الساعة ، وإلى عينيه : إحداهما نادرة [5] ، والأخرى غائرة جدا ، وهو مجدّر الوجه ، نحيف الجسم .
[1] هذا البيت تكملة من السقط . وما ليتا : ما نقص . [2] هو أبو الحسن على ابن عبد اللَّه بن أبى هاشم . ذكره ابن العديم في كتابه الإنصاف والتحرّى ضمن من قرأ على أبى العلاء . تعريف القدماء بأبى العلاء ، ص 518 . [3] تقدمت ترجمته ص 75 . [4] في الأصل : « أبو محمد لا هذا عبد اللَّه » . و « لا هذا » مقحمة . [5] نادرة : بارزة ظاهرة .
86
نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي جلد : 1 صفحه : 86