وقتل بالمغرب ، قتله باديس بن حيّوس البربريّ [1] لتهمة اتّهمه بها ، وهى أنه يقوم عليه مع ابن عمه يديربن [2] حباسة [3] .
وكان مولده في سنة خمسين وثلاثمائة ، وكان قتله في ليلة السبت لليلتين بقيتا من المحرم سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة .

[1] هو باديس بن حيوس الصنهاجيّ الملقب بالمظفر . تولى ملك غرناطة بالأندلس بعد أبيه سنة 429 ، فمصرها ، واختط قصبتها ، وشاد قصورها ، ثم استولى على مالقة عند انقراض بنى حمود ، وأضافها إلى عمله سنة 449 . وكان رئيسا طاغية جبارا ، سديد الرأى بعيد الهمة مأثور الإقدام . وتوفى سنة 469 . الإحاطة في أخبار غرناطة ( 1 : 269 ) ، وتاريخ ابن خلدون ( 6 : 180 ) .
[2] في الأصل : « بيدير » ، وما أثبته عن الإحاطة والصلة . وفى معجم الأدباء : « بدير » .
[3] روى ابن الخطيب أن أبا الفتوح حينما خاف ابن حيوس فرّ هاربا إلى إشبيلية ، مع يدير بن حباسة ، ثم اشتدّ شوقه إلى أهله ، واضطرب حينما علم أن باديس قبض على زوجته وابنه ، وأسلمهما إلى صاحب عذابه ، فعمل على الرجوع إليه طمعا في أن يصفح عنه ، فعاد إليه من غير توثق بأمان أو مراسلة ، وأخذ يستعطفه ، ويتنصل مما رمى به ، ويلتمس عنده المعاذير ؛ ولكن باديس لم يستمع إليه ، وأمر بقتله بعد أن شهر به . والخبر مذكور في الإحاطة بالتفصيل .

299