نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي جلد : 1 صفحه : 286
قال : فأفكر [1] ، ثم قال : وزنها « نفتعل » . قال : فقلت له : « نكتل » أربعة أحرف ، و « نفتعل » خمسة أحرف ، فكيف تقدر الرباعيّ بالخماسيّ ! قال : فبهت [2] ، ولم يحر جوابا [3] ، فقال له المتوكل ، فما تقول أنت يا مازنيّ ؟ قال : قلت : وزنها في الأصل « نفتعل » ؛ لأنها « نكتيل » ، فلما تحرّك حرف العلة ، وهو الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا ، فصارت « نكتال » ، ولما دخل الجازم صارت « نكتل » . فقال المتوكل : هذا هو الحق ، وانخزل ابن السكيت ووجم ، وظهر ذلك عليه ، وقمنا ، فلما خرجنا قال ابن السكيت في الطريق : بالغت اليوم في أذاى ! فقلت له : لم أقصدك بشىء ممّا جرى ، وإنما مسألة كانت قريبة من خاطرى ، فذكرتها . وذكر أن بعض تلامذة المازنيّ دخل عليه ، وهو يعالج نفسه ، قال : فقلت له : امرخ [4] صدرك يلين ؛ لأنى سمعت في حلقه حشرجة ، فقال لى : امرخ صدرك يلن . قال المازنيّ : قال له الواثق : إن ها هنا قوما يختلفون إلى أولادنا فامتحنهم ، فمن كان منهم عالما ينتفع بعلمه ألزمناه إياهم ، ثم أمر فجمعوا ، فامتحنتهم ، فما وجدت طائلا ، وخافوا ، فقلت : لا بأس على أحد ، فلما رجعت إليه قال : كيف رأيتهم ؟ قلت : يفضل بعضهم بعضا ، وكلّ يحتاج إليه ، فقال : للَّه درّك يا بكر ! ، وأمر لى بصلة جزلة ، وأجرى لى في كل شهر مائة دينار ، فكنت بحضرته . قال المازنيّ : قلت لابن قادم ، أو لابن سعدان لمّا كابرانى : كيف تقول : « نفقتك دينارا أصلح من درهم ؟ » ، فقال : « دينار » بالرفع ، قلت : فكيف تقول : « ضربك زيدا خير لك ؟ » ، فنصب زيدا ، فقلت له : فرّق بينهما ، فانقطع ، وكان ذلك عند الواثق .
[1] فكر وأفكر بمعنى واحد . [2] بهت : تحير . [3] لم يحر : لم يرد . [4] امرخ صدرك : ادهنه .
286
نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي جلد : 1 صفحه : 286