مفردة في أوّل الجزء ليبيضه الناسخ له على ذلك الترتيب . فإن الجمع عند التأليف قد أعجل عن ترتيبه على الوجه ، فليعلم ذلك من يريد العمل موفقا إن شاء اللَّه » .
ويؤخذ على المؤلف أنه كرر بعض التراجم بأسماء مختلفة ، كما فعل في ترجمة إبراهيم بن صالح الورّاق ، فإنه ذكره وذكر أخباره مع من يسمى إبراهيم ، ثم عاد في حرف الصاد فذكر هذه الترجمة بعينها لصالح بن إبراهيم الورّاق . وقد نبه ابن مكتوم على بعضها في التلخيص ، وأشرت إلى ما ظهر لى من ذلك في الحواشى .
ويظهر أنه تقلبت على الكتاب أسماء مختلفة ، فإن المؤلف يسميه في كتاب أخبار الحكماء ص 113 باسم أخبار النحاة وكذلك سماه ياقوت في معجم الأدباء ( 12 : 46 - 47 ) ، وصرّح بالنقل عنه ، والأدفوى في الطالع السعيد ص 195 .
وذكره السيوطى في البغية وحسن المحاضرة وصاحب الفلاكة باسم تاريخ النحاة ، وذكره ياقوت مرة أخرى في ترجمته للقفطيّ باسم أخبار النحويين ، وكذلك سماه ابن شاكر في الفوات وعيون التواريخ . ثم استقرّ أخيرا باسم إنباه الرواة على أنباه النحاة [1] كما هو على ظهر المجلد الأوّل من النسخة المصوّرة عن مكتبة « طوپ قپو سراى » والمجلد الثانى من النسخة المصوّرة عن مكتبة « فيض اللَّه » ، وكما نص عليه ابن مكتوم في التلخيص ، وهو أيضا يوافق ما في الطالع السعيد ص 238 .
ولم أقف على نص صريح يشير إلى التاريخ الذى بدأ فيه المؤلف الكتاب أو انتهى منه . ويظهر أنه ألفه في فترات طويلة ، وتناوله بالزيادة على مرّ الأزمان إلى أن انتهى إلى وضعه الأخير . والثابت أن الكتاب كان موجودا قبل سنة 626 ، وهى السنة التى توفى فيها ياقوت ، وقد ذكره في كتابه معجم الأدباء .
والثابت أيضا أن النسخة التى اعتمدت عليها فرغ منها قبل سنة 638 ، وهى السنة التى كتبت فيها .

[1] إنباه ، بكسر الهمزة : مصدر أنبه ؛ وأنباه ، بفتح الهمزة : جمع نبه ، بفتحتين ، وهو النابه المذكور .

27