نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي جلد : 1 صفحه : 216
وحدّثنى أحمد بن كامل القاضى قال : هو إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان ابن المغيرة بن حبيب بن المهلَّب بن أبى صفرة ، ومولده في سنة خمس ومائتين . والأوّل أثبت وأصح . وتوفّى - رحمه اللَّه - يوم الأربعاء لاثنتى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأوّل سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة . حضرت جنازته عشاء ، ودفن في مقابر باب الكوفة ، وصلى عليه البربهاريّ - رحمه اللَّه . وكان - رحمه اللَّه - يخضب بالوسمة ، وكان من طهارة الأخلاق ، وحسن المجالسة والصدق فيما يرويه على حال ما شاهدت عليها أحدا ممّن لقيناه . وكان يقول : جلست إلى هذه الأسطوانة [1] منذ خمسين سنة ( هى مجلسه بجامع المدينة [2] ) . وكان حسن الحفظ للقرآن أوّل ما يبتدئ به في مجلسه بمسجد الأنباريّين بالغدوات إلى أن يقرئ القرآن على قراءة عاصم ، [3] ، ثم الكتب بعدها ، وكان فقيها عالما بمذهب داود الأصفهانيّ ، رأسا فيه ، سلَّم له ذلك جميع أصحابه ، وكان مسندا [4] في الحديث ، ثقة صدوقا ؛ لا يتعلق عليه بشىء من سائر ما رووه . وكان حسن المجالسة للخلفاء والوزراء ، متقن الحفظ للسّير وأيام الناس وتواريخ الزمان ، ووفاة العلماء ، وكانت له مروءة وفتوّة وظرف ، ولقد هجم علينا يوما في بستان كان له بالزّبيدية [5] في سنة عشرين أو إحدى وعشرين وثلاثمائة ، فرآنا على حال تبدّل ، فانقبضت ، وذهبت أعتذر إليه ، فقال لى : التغافل عن النبيذ سخف [6] .
[1] الأسطوانة : العمود ، معرب « أستون » . [2] في معجم الأدباء : « يعنى محلته بجامع المدينة » . [3] هو عاصم بن أبى النجود بهدلة أبو بكر ؛ مولى بنى جذيمة بن مالك . أحد القرّاء السبعة ، أخذ القراءة عن أبى عبد الرحمن السلميّ وزر بن حبيش ، وأخذ عنه أبو بكر بن عياش ، وأبو عمر البزاز . توفى سنة 127 بالكوفة . ابن خلكان ( 1 : 243 ) . [4] المسند في الحديث : من يرفعه إلى قائله . [5] الزبيدية : محلة ببغداد . [6] بقية الخبر ، كما في معجم الأدباء : ثم أنشدنا لنفسه : لنا صديق غير عالى الهمم * يحصى على القوم سقاط الكلم ما استمتع الناس بشىء كما * يستمتع الناس بحسم الحشم
216
نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي جلد : 1 صفحه : 216