نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي جلد : 1 صفحه : 20
< شعر > جنى النحل مغترا وفى النحل آية * فطورا له سم وطورا له شهد تمدّك أجناد الملوك تقرّبا * وجند السخين العين جزر ولا مدّ < / شعر > ومن قوله في الغزل : < شعر > تبدّت فهذا البدر من كلف بها * - وحقك - مثلى في دجى الليل حائر وماست فشق الغصن غيظا ثيابه * ألست ترى أوراقه تتناثر < / شعر > غرامه بالكتب : وقد أغرم القفطى بالكتب إغراما شديدا ، ونافس في اقتنائها ، وبذل النفيس في شرائها ، وأنفق وقته في حفظها وترتيبها ، وأصبحت داره في حلب قبلة الورّاقين ، ومقصد النساخين . يجلبون له الكتب والأسفار . وهو يضاعف لهم الثمن ، ويجزل العطاء . وله في تلك البابة أعاجيب . قال ابن شاكر [1] : « جمع من الكتب ما لا يوصف ، وقصد بها من الآفاق ، وكان لا يحب من الدنيا سواها ، ولم تكن له دار ولا زوجة ، وأوصى بكتبه للناصر صاحب حلب ، وكانت تساوى خمسين ألف دينار » . وروى أنه اقتنى نسخة من كتاب الأنساب للسمعانيّ حرّرت بيد المؤلف ؛ إلا أن فيها نقصا . وبعد الاطَّلاب المديد والافتقاد الطويل حصل على الناقص ، إلا أوراقا بلغه أن قلانسيا قد استعملها قوالب لقلانسه فضاعت ، فتأسف غاية الأسف على هذا الضياع ؛ حتى كاد يمرض ، وامتنع أياما عن خدمة الأمير في قصره . فصار عدّة من الأفاضل والأعيان يزورونه تعزية له ، كأنه قد مات أحد أقار به المحبوبين . وفي كتابه الإنباه نجده كثيرا ما يفخر بأنه اقتنى كتابا بخط مؤلف معروف ، أو ناسخ مشهور ، أو عثر على نسخة فريدة من كتاب لا توجد عند سواه .