نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي جلد : 1 صفحه : 185
وكان أبو العباس في آخر عمره قد ثقل سمعه ، وساء خلقه ، ولمّا مات دفن في باب الشام ، في حجرة اشتريت له ، وبنيت بعد ذلك . وكان سبب وفاته - كما شاء اللَّه - أنه كان يوم جمعة قد انصرف من الجامع بعد صلاة العصر ، وكان يتبعه جماعة من أصحابه إلى منزله ، فلما صار إلى درب بناحية باب الشام اتّفق أن ابنا لإبراهيم بن أحمد البادرانيّ [1] يسير على دابة ، وخلفه خادم على دابة ، وقد قلق واضطرب ، وكان أبو العباس هذا قد صمّ ، ما يكاد يسمع الكلام إلا بعد تعب ، وكان في يده دفتر ينظر فيه ، وقد شغله عما سواه ، فصدمته دابّة الخادم ، وهو لا يسمع حسّها لصممه ، فسقط على رأسه في هوّة من الطريق قد أخذ ترابها ، فلم يقدر على القيام ، فحمل إلى منزله ، وهو كالمختلط يتأوّه من رأسه ، وكان سبب وفاته من ذلك - رحمه اللَّه . قال ثعلب - رحمه اللَّه : رأيت المأمون لمّا قدم من خراسان ، وذلك سنة أربع ومائتين ، وقد خرج من باب الحديد ، وهو يريد قصر الرّصافة ، والناس صفان إلى المصلَّى . قال : فحملنى أبى على يده ، فلما مر المأمون رفعنى على يده ، وقال لى : هذا المأمون ، وهذه سنة أربع ، فحفظت ذلك عنه إلى الساعة ، وكان سنى يومئذ أربع سنين . وله من الكتب والتصنيف : كتاب المصون . كتاب اختلاف النحويين [2] . كتاب معانى القرآن . كتاب الموفّقى [3] في مختصر النحو . كتاب ما تلحن فيه العامة . كتاب القراءات . كتاب معانى الشعر .
[1] البادرانيّ : منسوب إلى بادران ، وهى قرية ناحية أصبهان . [2] سماه صاحب كشف الظنون : « اختلاف النحاة » . [3] منسوب إلى الموفق ، المقدم ذكره في هذه الترجمة .
185
نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي جلد : 1 صفحه : 185