نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي جلد : 1 صفحه : 162
فأقبلنا نتذاكر أيامنا ، فقال محمد بن الفضل : يا غلام ، ما عندك من الطعام ؟ فقال : جدى بارد ، وفراريج وشرائح [1] ، فقال : ائتنا بما حضر ، ولا تحبسنا بانتظار شىء . ثم بعث إلى الجوارى فخرجن إلينا ، ومع كل واحدة وصيفة تحمل عودها ، وأخذن عيدانهنّ ، وكان إذا مرّ بى الصوت استحسنته من مخارق ، واستعدته . فغنيّ مخارق : < شعر > يقول أناس لو تبدّلت غيرها * لعلَّك تسلو إنما الحبّ كالحبّ < / شعر > فاستحسنته ، واستعدته مرّات ، فقال لى مخارق يا أبا جعفر ، كأنه كان لك ! قلت : نعم : قال : ففيه عيب ، قلت : وما ذاك يا أبا المهنّأ ؟ قال : هو بيت فرد ، ويجب أن يكون له رفيق ، فقلت : < شعر > فقلت لهم لو أنّ قلبى يطيعنى * فعلت ولكن لا يطاوعنى قلبى < / شعر > فأخذه ، وغنّاه فأحسن . وذكره الحافظ أبو القاسم بن عساكر [2] فقال : « أحمد بن محمد بن يحيى بن المبارك بن المغيرة اليزيديّ النحويّ ، كان من ندماء المأمون وقدم معه دمشق ، وتوجّه منها غازيا للروم . سمع أباه [3] ، وأبا زيد الأنصارى سعيد بن أوس ، وكان مقرئا ؛ وروى عنه أخواه عبيد اللَّه والفضل ابنا محمد ، وابن أخيه محمد [4] بن العباس بن محمد ، وعون بن محمد الكنديّ ، ومحمد بن عبد الملك الزيات » .
[1] الفراريج : جمع فروج ؛ وهو الفتيّ من ولد الدجاج . والشرائح : جمع شريحة ، وهى كل سمين من اللحم ممتد . [2] هو على بن الحسن بن هبة اللَّه بن عبد اللَّه بن الحسين بن عساكر ، صاحب تاريخ دمشق ، فخر الشافعية ، وأمام أهل الحديث في زمانه ، جاب البلاد في طلب الحديث ، ودخل بغداد وهراة وأصبهان ونيسابور ، ثم رجع إلى دمشق ، وصنف التصانيف المفيدة ؛ منها التاريخ الكبير لدمشق ، أتى فيه بالعجائب . وتوفى سنة 571 . ابن خلكان ( 1 : 335 ) [3] كذا في الأصل وابن مكتوم ، وفى معجم الأدباء وطبقات القراء : « جده » . [4] في طبقات القراء : « ابن أخيه يونس بن عليّ » .
162
نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي جلد : 1 صفحه : 162