نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي جلد : 1 صفحه : 149
ما قاله في العنّة إنه الحبل الممدود ، ومدّ الحبل من فعل الحاضرة . ولعل قائله رأى فقراء الحرم يمدّون الحبال بمنى ، فيعلَّقون عليها لحوم الهدى والأضاحى التى يعطونها ، ففسّر قول الأعشى بما رأى . ولو شاهد العرب في باديتها لعلم أن العنّة هى الحظار من الشّجر . وأنشد أحمد البشتيّ : < شعر > يا ربّ شيخ [1] منهم عنّين * عن الطَّعان وعن التّجفين < / شعر > قال البشتيّ في قوله « عن التجفين » : هو من الجفان ؛ أى لا يطعم فيها » . قال الأزهريّ : « قلت : والتّجفين في هذا البيت من الجفان والإطعام فيها خطأ ، والتّجفين ها هنا [ كثرة ] [2] الجماع ، ورواه أبو العباس عن ابن الأعرابيّ . قال : وقال أعرابيّ : « أضوانى دوام التّجفين » ، أى أنحفنى وأهزلنى [3] الدّوام على الجماع . ويكون التّجفين في غير هذا الموضع نحر الناقة وطبخ لحمها وإطعامه في الجفان . يقال : جفّن فلان ناقته ؛ إذا فعل ذلك . وذكر البشتيّ : أن عبد الملك بن مروان قال لشيخ من غطفان : صف لى النساء ، فقال : خذها ملسّنة [4] القدمين ، مقرمدة الرّفغين . قال البشتيّ : المقرمدة : المجتمع قصبها ، [5] وذلك لالتفاف فخذيها » . قال الأزهريّ : « قلت : وهذا باطل ، ومعنى المقرمدة الرّفغين : الضّيّقتهما ، وذلك لالتفاف فخذيها [ واكتناز بادّيها ] [6] . وقيل في قول النابغة يصف ركب امرأة : * رابى المجسّة بالعبير مقرمد *
[1] الرجز في اللسان ( 16 : 242 ) . [2] تكملة من التهذيب . [3] في التهذيب : « هزلنى » بالتحريك ، وهزله : صيّره هزيلا ، مثل أهزله . [4] في الأصل « ملسة » ، وما أثبته عن التهذيب . والقدم الملسنة : التى يكون طرف مقدمها كاللسان . [5] القصب : عظام اليدين والرجلين . [6] زيادة من التهذيب . والبادّان : مثنى بادّ ، وهو باطن الفخذ .
149
نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي جلد : 1 صفحه : 149