نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي جلد : 1 صفحه : 35
[ مقدمة المؤلف ] * ( بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) * وبه توفيقى الحمد للَّه خالق الأمم ، وبارىء النسم ؛ علَّم الإنسان ما لم يعلم ، وألهمه البيان ؛ فهو يورده تارة باللسان ومرة بالقلم ؛ سبحانه من قادر قاهر ، أعاد إلى العدم عادا ولم ترمّم بعدها إرم [1] . قال الشيخ الأجل الإمام الواثق بعفو ربه ، جمال الدين أبو الحسن عليّ بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الواحد الشيبانيّ القفطيّ - عفا اللَّه عنه - : أما بعد ، فقد كان بعض منتحلى [2] صناعة التصنيف قد أجرى ذكر أخبار النحاة [ و ] رغب في جمعها ، وكان عادم الموادّ ، فسأل إعارته بعض ما أنعم اللَّه به من أوعية [3] العلوم ، فأجبته إلى ملتمسه ، ونبّهته على الترتيب والتبويب ، وأعنته غاية إمكانى . فلما فرغ منه أو كاد ، طلب ورقا ليبيّض منه نسخة لأجلى ، فمكَّنته من ذلك . ثم بلغنى أنه أباع [4] الورق ، وتعلَّل عن النّسخ لهذا المجموع وغيره ، فذهب كالمغضب ، فالتقمه حوت الموت وهو مليم [5] ؛ فأرجو ألَّا يكون من كذبه ولؤمه في العذاب الأليم .
[1] إرم : مدينة قديمة تنسب إلى عاد ، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم . قال تعالى : ( ألَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ . إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ ) . [2] انتحل الشىء : ادّعاه لنفسه . [3] يريد بأوعية العلوم : الكتب . [4] أباع الورق : عرضه للبيع . [5] المليم : الذى يأتى من الأمر ما يلام عليه .
35
نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي جلد : 1 صفحه : 35