المستضىء [1] ، يؤمّ بباب الحجرة الشريفة . قرأ الأدب على أبيه ، وسمع الحديث من غيره من مشايخ زمانه ، وأقرأ الناس العربية بعد أبيه ، وحدّث ، فسمع الناس منه . كان مولده في شعبان سنة اثنتى عشرة وخمسمائة ، وتوفّى يوم الجمعة بعد صلاة العصر الخامس عشر من شوّال سنة خمس وسبعين وخمسمائة ، وصلَّى عليه يوم السبت سادس عشره بجامع القصر [2] ، وحمل إلى الجانب الغربيّ ، فدفن بباب [3] حرب ، عند أبيه .
133 - إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح بن عبد الرحمن أبو عليّ الصفّار [4] صاحب المبرّد . روى عن جماعة منهم ممن تقدّمه ، وروى عنه جماعة ؛ منهم الدّار قطنيّ وجماعة نحوه ، وتصدّر ببغداذ لإقراء الأدب ، وكان واسع الرواية ، وعمّر . قال الدار قطنيّ : صام إسماعيل الصفّار أربعة وثمانين رمضان ، وكان متعصّبا للسنّة . قال المرزبانيّ : أنشدنى إسماعيل بن محمد الصفّار لنفسه :
< شعر > إذا زرتكم لقّيت [5] أهلا ومرحبا * وإن غبت حولا لا أرى لكم رسلا وإن غبت لا أعدم ألا [6] قد جفوتنا * وقد كنت زوّارا فما بالنا نقلى < / شعر >

[1] هو أبو محمد الحسن بن يوسف المستضىء بأمر اللَّه الخليفة العباسيّ . كان إماما عادلا شريف النفس ، حسن السيرة ، حليما شفيقا على الرعية ، أسقط المكوس والضرائب في أيام خلافته ، وتوفى سنة 575 . النجوم الزاهرة ( 6 : 85 ) .
[2] هو المسجد الجامع ببغداد ، بناه أبو جعفر المنصور ملاصقا لقصره المعروف بقصر الذهب . تاريخ بغداد ( 1 : 107 ) .
[3] في شذرات الذهب : « ودفن بمقبرة الإمام أحمد » .
[4] . ترجمته في بغية الوعاة 188 ، وتاريخ بغداد 6 : 302 - 303 ، وتاريخ ابن كثير 11 : 226 ، وتلخيص ابن مكتوم 40 ، وشذرات الذهب 2 : 358 ، وطبقات ابن قاضى شهبة 1 : 277 - 278 ، ومعجم الأدباء 7 : 33 - 36 ، والنجوم الزاهرة 3 : 309 ، ونزهة الألباء 354 - 356 .
[5] في نزهة الألباء : « ألفيت » ، وفى معجم الأدباء : « لاقيت » .
[6] في نزهة الألباء وتاريخ بغداد : « لم أعدم » . وفى معجم الأدباء : « وإن جئت لم أعدم » .

246