75 - أحمد بن محمد بن القاسم بن خذيو أبو رشاد الأخسيكثيّ [1] الملقب بذى الفضائل . مات فجأة ليلة الأحد الثامن والعشرين من جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين وخمسمائة . وأخسيكث [2] : مدينة من فرغانة ، مما وراء النهر ، يقال في اسمها بالتاء والثاء . وكان هو وأخوه [3] أديبين غير مدافعين ، شهد لهما بذلك أهل الأدب . قدما مرو ، وسكناها إلى أن ماتا بها .
وكان ذو الفضائل هذا شاعرا أديبا مصنفا كاتبا ، ومرسلا في ديوان السلاطين ، وله تصانيف ؛ منها كتاب في التاريخ ، وكتاب في قولهم : « كذب عليك كذا [4] » ، وكتاب زوائد في شرح سقط الزّند ، وغير ذلك .
ذكره أبو سعد السمعانيّ [5] في مشيخته وقال : « كان له الباع الطويل في معرفة النحو ، وكان أكثر فضلاء خراسان قرؤا عليه الأدب ، وتلمذوا له . وكانت ولادته في حدود سنة ستين وأربعمائة » . قلت : وله شعر أديب [6] ، أكثر منه .

[1] . ترجمته في الأنساب 21 ب ، وسلم الوصول 135 ، واللباب 1 : 26 ، ومعجم الأدباء 5 : 52 - 55 ، ومعجم البلدان 1 : 150 .
[2] في الأصل : « أخشيكث » بالشين المعجمة ، وهو تصحيف .
[3] هو أبو الوفاء محمد بن محمد بن القاسم الأخسيكثيّ . كان إماما في اللغة والتاريخ . توفى بعد سنة 520 ، معجم البلدان ( 1 : 150 ) . وانظر الأنساب 21 ب .
[4] تقول للرجل إذا أغريته بأمر : كذب عليك كذا وكذا ؛ أى عليك به ، وهى نادرة .
[5] أبو سعد السمعانيّ ، ويقال له : أبو سعيد . هو عبد الكريم بن أبى بكر محمد بن أبى المظفر المنصور السمعانى المروزيّ . كان واسطة ت السمعانيّ ، وإليه انتهت رياستهم . رحل في طلب العلم إلى كافة البلاد ، ولقى العلماء وأخذ عنهم وجالسهم ، وألف التصانيف الكثيرة ، منها ذيل تاريخ بغداد ، وتاريخ مرو ، والأنساب ، ومعجم الشيوخ . توفى سنة 562 . ابن خلكان ( 1 : 301 ) .
[6] في الأصل : « أدبية » ، وهو تحريف . قال ياقوت : « قرأت في ديوان شعره بخطه : أنشدت لأبى العلاء : هفت الحنيفة والنصارى ما اهتدت * ومجوس حارت واليهود مضلَّله اثنان أهل الأرض : ذو عقل بلا * دين ، وآخر ديّن لا عقل له فقلت مجيبا له : الدين آخذه وتاركه * لم يخف رشدهما وغيهما رجلان أهل الأرض قلت فقل : * يا شيخ سوء أنت أيهما

167