وله التفسير الكبير ، والعرائس في قصص الأنبياء ، ونحو ذلك .
وسمع منه الواحديّ التفسير ، وأخذ عنه .
قال زين الإسلام أبو القاسم القشيريّ : رأيت ربّ العزة عز وجل في المنام [1] ، وكان يخاطبنى وأخاطبه ، فكان في أثناء ذلك إذا قال الرب تعالى اسمه : أقبل الرجل الصالح ، فألتفت فإذا أحمد الثعلبيّ - أو الثعالبيّ - مقبل .
60 - أحمد بن محمد بن على الشيخ أبو طالب الأدميّ البغداذى [2] الإمام في النحو والتصريف . خادم الشيخ أبى عبد اللَّه الجرجانيّ . قدم نيسابور في شهور سنة ثلاثين وأربعمائة ، وأقام بها ، وأفاد واستفاد ، وكانت له مقامات مع الأئمة ، واختصاص بالإمام زين الإسلام ، ورسم في المناظرة في النحو والأدب بحضوره ، وكان يتكلَّم في دقائق النحو بمجالس النظر ، وينبط المسائل ، وبقى في نيسابور إلى أن توفّى بعد الخمسين وأربعمائة .
وله شعر قد ذكر الباخرزيّ [3] منه شيئا في كتابه دمية القصر [4] . نكتب منه عند التّبييض إن شاء اللَّه [5] .

[1] هو عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك . ترجم له المؤلف برقم 405 .
[2] . ترجمته في بغية الوعاة 162 ، وتاريخ بغداد 5 : 129 ، وتلخيص ابن مكتوم 19 ، ودمية القصر 88 - 89 . والأدميّ ، بفتح الألف والدال : منسوب إلى بيع الأدم ، وهو الجلد المدبوغ .
[3] في الأصل : « المتأخرين » . تحريف . وهو على بن الحسن بن على الباخرزيّ ، وقد تقدّمت ترجمته في حواشى هذا الجزء ص 107 .
[4] في الأصل : « منه العصر » ، وهو تحريف .
[5] وردت هذه العبارة في الأصل ، ولم يذكر المؤلف شيئا من شعره . والذى أورده صاحب الدمية منه قوله يمدح الأمير الأردستانيّ : فامزج بجودك إملاقى فإن له * جمرا إذا لمسته راحتاك خبا كم صاح جودك بى والبأس معترضى * ولان عطفك لى كالسيف مختضبا وما نأمت بشعرى أستميح به * إلا ليعلم فضلى ؛ شدّ ما اكتسبا ! ولا مدحت الألى دونى لحبهم * إذا ابتغى الباز صيدا جاءه كثبا رفعت قوما بشعرى وانخفضت به * كالغيم شج الثرى يستصعد العشبا أيطمع الدهر في عطفى وقد سفرت * عنى الثلاثون واعتضت الزمان أبا وقوله أيضا : يا قاتلى بصدوده * رفقا فقد شمت الحسود بالأمس جئت مسلما * فلقيت دونك ما يئود إن أنت عدت لمثلها * باللَّه أحلف لا أعود

155