ونطق الناس فيه بزيادة الألف . فاضل حافظ للقرآن المجيد ، قرأ بالقراءات على أبى بكر المرزوقيّ وغيره ، وله معرفة حسنة بالأدب ، [ و ] قرأ على الشيخ أبى المنصور ابن الجواليقيّ وأكثر ؛ حتى صار من متميّزى أصحابه . وسمع الحديث من مشايخ زمانه وأكثر ، وحدّث بالكثير ، وصنف اللغة ، وأقرأ الأدب ، وتولى قضاء دجيل [1] ، وكان ينزل بالحظيرة [2] من نواحى دجيل ، ويقدم بغداذ في أكثر الأوقات .
سئل عن مولده فقال : في ضحا نهار الثلاثاء ثالث عشر ذى القعدة من سنة تسع وخمسمائة ببغداذ بدرب فيروز . وتوفى يوم السبت تاسع عشر شعبان من سنة ست وثمانين وخمسمائة ، ودفن بباب حرب .
40 - أحمد بن عليّ أبى جعفر بن أبى صالح البيهقيّ المعروف ببو جعفرك [3] نزيل نيسابور . كان إماما في القراءة والتفسير والنحو واللغة ، وصنّف التصانيف فيها ، وانتشرت في البلاد . منها كتاب تاج المصادر [4] ، وظهر له أصحاب وتلامذة نجباء ، وتخرّجوا عليه ، وكان لازما بيته في المسجد القديم بنيسابور ، لا يخرج إلا في أوقات الصلوات ، ولا يزور أحدا ، بل كان يزار ويتبرّك به ، وكانت ولادته في حدود سنة سبعين وأربعمائة . وتوفى يوم الثلاثاء بعد العصر ، آخر يوم

[1] دجيل : موضع على نهر دجيل .
[2] في الأصل : « بالحضيرة » ، وما أثبته عن ياقوت : قال : « الحظيرة ، بالفتح : قرية كبيرة من أعمال بغداد ، من جهة تكريت ، من ناحية دجيل » .
[3] . ترجمته في بغية الوعاة 150 ، وسلم الوصول 106 ، وطبقات المفسرين 4 ، وكشف الظنون 269 ، ومعجم الأدباء 4 : 49 - 51 . والبيهقيّ ، بفتح الباء وسكون الياء : منسوب إلى بيهق ، وهى قرى مجتمعة بنواحى نيسابور . وكلمة « بو » بالفارسية هى « أبو » بالعربية ؛ كما في معجم استينجاس 204 ، والكاف في « جعفرك » للتصغير ، بالفارسية . قاله ياقوت في معجم الأدباء ، والسيوطيّ في بغية الوعاة .
[4] قال صاحب كشف الظنون : « جمع فيه مصادر القرآن ومصادر الأحاديث ، وجردها عن الأمثال والأشعار ، وأتبعها الأفعال التى تكثر في دواوين العرب » .

124