نام کتاب : الفروق اللغوية نویسنده : أبي هلال العسكري جلد : 1 صفحه : 377
فدل على تحلل شيئا بعد شئ ، وجاء أيضا بمعنى الخبر في قوله تعالى " وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا " [1] أي أخبروا بذلك ، وبمعنى الحكم في قوله تعالى " أجعلتم سقاية الحاج " [2] أي حكمتم بذلك ، ومثله جعله الله حراما وجعله حلالا أي حكم بتحليله وتحريمه ، وجعلت المتحرك متحركا أي جعلت ماله صار متحركا ، وله وجوه كثيرة أوردناها في كتاب الوجوه والنظائر ، والجعل أصل الدلالة على الفعل لأنك تعلمه ضرورة وذلك أنك إذا رأيت دارا مهدمة ثم رأيتها مبنية علمت التغير ضرورة ولم تعلم حدوث شئ إلا بالاستدلال . 1518 الفرق بين العمل والفعل : أن العمل إيجاد الأثر في الشئ يقال فلان يعمل الطين خزفا ويعمل الخوص زنبيلا والأديم سقاء ، ولا يقال يفعل ذلك لان فعل ذلك الشئ هو إيجاده على ما ذكرنا [3] وقال الله تعالى " والله خلقكم وما تعملون " [4] أي خلقكم وخلق ما تؤثرون فيه بنحتكم إياه أو صوغكم له ، وقال البلخي رحمه الله تعالى : من الافعال ما يقع في علاج وتعب واحتيال ولا يقال للفعل الواحد عمل ، وعنده أن الصفة لله بالعمل مجاز ، وعند أبي علي رحمه الله : أنها حقيقة ، وأصل العمل في اللغة الدؤوب ومنه سميت الراحلة يعملة وقال الشاعر : وقالوا قف ولا تعجل * وإن كنا على عجل قليل في هواك اليوم * ما نلقى من العمل