نام کتاب : الفروق اللغوية نویسنده : أبي هلال العسكري جلد : 1 صفحه : 202
أفادتكم النعماء مني ثلاثة * يدي ولساني والضمير المحجب فالحمد أعم مطلقا ، لأنه يعم النعمة وغيرها ، وأخص موردا إذ هو باللسان فقط ، والشكر بالعكس ، إذ متعلقه النعمة فقط ، ومورده اللسان وغيره . فبينهما عموم وخصوص من وجه ، فهما يتصادقان في الثناء باللسان على الاحسان ، ويتفارقان في صدق [1] الحمد فقط على النعت بالعلم مثلا ، وصدق الشكر فقط على المحبة بالجنان ، لأجل الاحسان . وأما الفرق بين الحمد والمدح فمن وجوه : منها : أن المدح للحي ولغير الحي كاللؤلؤ واليواقيت الثمينة . والحمد للحي فقط . ومنها : أن المدح قد يكون قبل الاحسان وقد يكون بعده ، والحمد إنما يكون بعد الاحسان . ومنها : أن المدح قد يكون منهيا عنه . قال - صلى الله عليه وآله - " احثوا التراب على وجوه المداحين " [2] . والحمد مأمور به مطلقا . قال صلى الله عليه وآله : " من لم يحمد الناس لم يحمد الله " ؟ ومنها أن المدح عبارة عن القول الدال على أنه مختص بنوع من أنواع الفضائل باختياره ، وبغير اختياره [3] . والحمد قول دال على أنه مختص بفضيلة من الفضائل معينة وهي فضيلة الانعام إليك ، وإلى غيرك ، ولابد أن يكون على جهة التفضيل لا على التهكم والاستهزاء .
[1] في ط : في الصدق الحمد . [2] في النهاية في غريب الحديث 1 : 339 . [3] قوله " وبغير اختياره " سقطت من ط .
202
نام کتاب : الفروق اللغوية نویسنده : أبي هلال العسكري جلد : 1 صفحه : 202