معشر [1] : ومهيمنا عليه ، معناه : قبّانا على الكتب ، وقال أهل اللغة : القبان : لا أصل له في كلام العرب ، إنما هو القفّان ، وقال الأصمعي [2] : يقال فلان قفّان على فلان ، إذا كان يتحفّظ أموره ، ومنه الحديث الذي يروى عن عمر بن الخطاب - رضي اللَّه عنه - : « أن حذيفة بن اليمان قال له : إنك تستعين بالرجل الذي فيه عيب ، فقال : أستعمله لأستعين بقوته ، ثم أكون بعد على قفّانه » ، أي : على تحفظ أخباره . قال ابن الأعرابي : القفان عند العرب : الأمين ، قال : وهو فارسي معرب . قال أبو عبيدة : القفان عند العرب : الذي يتتبع أمر الرجل ويتحفظه ، ثم يحاسبه عليه . وقال قوم : معنى قول اللَّه عز وجل : * ( ومُهَيْمِناً عَلَيْه ) * قائما على الكتب . وقال بعض نحويي البصرة : أصل مهيمن : مؤيمن ، فأبدلوا من الهمزة هاء ، كما قالوا : أرقت الماء وهرقت الماء ، وإياك وهياك ، قال الشاعر : < شعر > يا خال هلَّا قلت إذ أعطيتني * هيّاك هيّاك وحنواء العنق [3] < / شعر > وقال الآخر [4] : < شعر > فهيّاك والأمر الذي إن توسّعت * موارده ضاقت عليك المصادر < / شعر > ومهيمن وزنه : مفيعل ، وقد جاء في كلام العرب حروف على مثاله منها : المسيطر : وهو المسلَّط ، قال اللَّه عز وجل : * ( لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ ) * [5] . والمبيطر : وهو البيطار ، قال النابغة [6] : < شعر > شكّ الفريصة بالمدرى فأنفذها * شكّ المبيطر إذ يشفي من العضد < / شعر > والعضد : داء يأخذ الإبل . والمبيقر من قولهم : قد بيقر الرجل يبيقر بيقرة ، إذا أفسد ، ويقال أيضا : قد بيقر الرجل : إذا أسرع في ماله ، وبيقر : إذا أسرع في مشيه ، ويقال أيضا : قد بيقر الرجل : إذا دخل الحضر ، أنشدنا أبو العباس :
[1] أبو معشر السندي : اسمه نجيح ، توفي سنة 170 ه . [2] غريب الحديث 3 / 240 . [3] لسان العرب ، مادة : ( هيا ) . [4] هو مضرس بن ربعي ، شرح شواهد الشافية 476 . [5] سورة الغاشية : آية 22 . [6] ديوانه ، ص 10 .