وقال الآخر : < شعر > فداك من الأقوام كلّ مزنّد * قصير يد السربال مسترق الشّبر من المزلهمّين الذين كأنّهم * إذا احتضر القوم الخوان على وتر < / شعر > أراد بمسترق البشر : صغير الكف ، والمزند : السيء الخلق ، والمزلهم : الخفيف . وكناية العرب عن السخاء والبخل بالكف مشهورة تجري مجرى كنايتهم عن الناس بالثياب . قال الرستمي : قال يعقوب : العرب تقول : فدى لك ثوباي ، يريدون : أنا فدى لك وأنشد : < شعر > قام إليها حبتر بسلاحه * فللَّه ثوبا حبتر أيّما فتى [1] < / شعر > أراد : فلله حبتر ، فأقام ثوبيه مقامه . ويروى : فللَّه عينا حبتر . وأنشد الرستمي عن يعقوب : < شعر > يا ربّ شيخ من دكين فخم * أو ذم حجا في ثياب دسم < / شعر > أراد : أوجب على نفسه الحج وهو غادر خبيث قبيح الأفعال فكنى . ورواه أبو منصور عن أبي عبيد : < شعر > لا همّ إن عامر بن جهم * أو ذم حجا في ثياب دسم < / شعر > وقال الآخر : < شعر > الطيبين من الرجال مآزرا * للطيبات من النساء حجورا < / شعر > فكنى بالمآزر والحجور عن الفروج . وقال النابغة [2] : < شعر > رقاق النعال طيب حجزاتهم * يحيّون بالريحان يوم السّباسب < / شعر > أراد بطيب الحجزات : عفة الفروج . والحجزات جمع الحجزة ، وهي التي تسميها العوام : الحزّة فيقولون : حزّة السراويل ، والعرب تقول : حجزة ، وقال الشاعر : < شعر > ولست بأطلس الثوبين يصبي * حليلته إذ رقد النيام < / شعر > أراد : لست بفاجر ، فكنّى عن ذلك بكونه أطلس الثوبين . وقال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم : « المتشبّع بما لا
[1] للراعي ، شعره : 177 ، فيه : فأومأت إيماء خفيفا لحبتر وللَّه عينا [2] ديوانه 63 . والسباسب : عيد كان لهم بالجاهلية .