< شعر > عذب كأنّ ذكيّ المسك خالطه * والزنجبيل وماء المزن والشّهد < / شعر > ويقال : قد ذكَّيت الشاة ، إذا أتممت ذبحها وبلغت الحدّ الواجب فيه ، قال الشاعر : < شعر > نعم هو ذكَّاها وأنت أضغتها * وألهاك عنها خرفة وفطيم [1] < / شعر > والعرب . تقول : جري المذكَّيات غلاب ، أي : جري المسانّ مغالبة ، وذلك أنّ المذكية من الخيل : وهي التي تّمت قوتها وشبابها تحمل على الخشن من الأرض للثقة بقوتها وصلابتها ، وأنها ليست كالجذاع والصغار التي يطلب لها الرخاوة من الأرض لضعفها وصغرها ، وأنها لا تثبت ثبات المذكيات . وبعضهم يقول : جري المذكيات غلاء ، فالغلاء جمع غلوة ، وهي مدى الرّمية ، قال الشاعر في الذكاء الذي معناه : تمام الفطنة : < شعر > شهم الفؤاد ذكاؤه ما مثله * عند العزيمة في الأنام ذكاء [2] < / شعر > وقال زهير [3] في الذكاء الذي معناه : تمام السّنّ : < شعر > ويفضلها إذا اجتهدت عليه * تمام السن منه والذكاء < / شعر > والذكاء في هذين المعنيين ممدود . والذكا : تمام اتقاد النار ، مقصور يكتب بالألف ، قال الشاعر : < شعر > وتضرم في القلب اضطراما كأنّه * ذكا النار تزفيه الرياح النوافح [4] < / شعر > ويقال : مسك ذكي ومسك ذكية ، فالذي يذكر يقول : المسك مذكَّر ، والذي يؤنث يقول : ذهبت إلى الرائحة ، أنشدنا أبو العباس عن سلمة عن الفراء [5] : < شعر > لقد عاجلتني بالسّباب وثوبها * جديد ومن أثوابها المسك تنفح < / شعر > وقال : أراد رائحة المسك . وأخبرني أبي - رحمه اللَّه - قال : حدثنا أبو هفان المهزمي قال : المسك والعنبر يذكران ويؤنثان ، قال : وأنشدنا في التأنيث : < شعر > والمسك والعنبر خير طيب * آخذتان الثمن الرغيب [6] < / شعر >
[1] بلا عزو في أخبار الأذكياء 10 . [2] بلا عزو في المقصور والممدود للقالي 307 وأخبار الأذكياء 11 . [3] ديوانه 69 . [4] بلا عزو في المقصور والممدود للقالي 94 وأخبار الأذكياء 11 . وتزفيه : ترفعه . [5] المذكر والمؤنث 97 . والبيت لجران العود في ديوانه 40 . [6] بلا عزو في المذكر والمؤنث لابن الأنباري 130 والمخصص 17 / 25 .