عمر قال : « أهدى أكيدر دومة الجندل إلى رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم حلَّة سيراء ، فأعطاها عمر ابن الخطاب ، فقال له عمر : يا رسول اللَّه تعطيني هذه الحلَّة ، وقد قلت بالأمس في حلَّة عطارد ما قلت ، إنما يلبس هذه من لا خلاق له ، فقال له رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم : لم أعطكها لتلبسها ، وإنما أعطيتكها لتعطيها بعض نسائك ، يتخذنها طرّات بينهن » [1] . أراد صلَّى اللَّه عليه وسلم : يقطعنها ، ويتخذنها ستورا . والطَّرّة من الشعر ، سميت طرة لأنها مقطوعة من جملته ، ومفصولة منه . والطَّرّة بفتح الطاء : المرة ، وبضم الطاء : اسم الشيء المقطوع ، وهما بمنزلة الغرفة والغرفة ، فالغرفة : المرّة ، والغرفة بالضم : الاسم . وكذلك الفرجة والفرجة ، والخطوة والخطوة ، والحسوة والحسوة . قال الأصمعي عن أبي عمرو : كنت هاربا من الحجاج ، فبينا أنا أطوف بالبيت إذ سمعت منشدا ينشد : < شعر > ربّما تجزع النفوس من الأم * ر له فرجة كحلّ العقال [2] < / شعر > فقلت له : ما الخبر ؟ فقال : مات الحجاج . قال : فما أدري بأي قوليه كنت أفرح ، بقوله : فرجة ، أو بقوله : مات الحجاج .
[1] الفائق 2 / 214 . [2] نسب إلى أمية بن أبي الصلت ، ديوانه 444 . ونسب إلى عبيد بن الأبرص في مجموعة المعاني 135 ، وشعراء النصرانية 650 ، وعنهما في ديوان عبيد 111 . ونسب إلى عمير الحنفي في كتاب التعازي 76 .