الكسعي : من بني سعد بن ذبيان . وقال آخرون : الكسعي : رجل من بني كسع ، ثم أحد بني محارب يقال له : غامد بن الحارث ، كان يرعى إبلا له بواد كثير العشب والخمط ، فبينا هو يرعاها بصر بنبعة في صخرة ، فقال : ينبغي أن تكون هذه النبعة قوسا ، فجعل يتعهدها ويقومها في كل يوم ، حتى إذا استوت وأدركت ، قطعها وحفّفها ، واتخذ منها قوسا ، وأنشأ يقول : < شعر > يا ربّ وفقني لنحت قوسي * فإنّها من لذّتي لنفسي وانفع بقوسي ولدي وعرسي * أنحتها صفراء مثل الورس صلداء ليست بقسيّ النّكس < / شعر > ثم خطمها بوتر ، واتخذ من برايتها خمسة أسهم ، وأنشأ يقول : < شعر > هنّ وربي أسهم حسان * يلذّ للرامي بها البنان كأنما قوّمها ميزان * فأبشروا بالخصب يا صبيان إن لم يعقني الشّؤم والحرمان < / شعر > ثم أتى قترة على موارد حمير ، فمرّ به قطيع منها ، وهو كامن في القترة ، فرمى عيرا منها بسهم ، فأصابه ، وأمخطه السهم ، أي : نفذ منه ، فصار إلى الجبل ، فأورى فيه نارا ، فظن أنه أخطأ ولم يصب ، فأنشأ يقول : < شعر > أعوذ باللَّه العزيز الرحمن * من نكد الجدّ معا والحرمان مالي رأيت السهم بين الصّوّان * يوري شرارا مثل لون العقيان < / شعر > فأخلف اليوم رجاء الصبيان ثم مرّ به قطيع آخر منها ، فرمى عيرا منه بسهم ، فأصابه ، ونفذ السهم منه إلى الجبل ، وصنع مثل صنيعه الأول ، وأنشأ يقول : < شعر > لا بارك الرحمن في رمي القتر * أعوذ بالرحمن من شرّ القدر انمخط السهم لإرهاق الضّرر * أم ذاك من سوء احتيال ونظر < / شعر > ثم مرّ به قطيع آخر فرمى عيرا منه بسهم فأصابه ونفذ السهم منه إلى الجبل ، وصنع صنيعه الأول ، وأنشأ يقول : < شعر > يا أسفا والشؤم للجدّ النّكد * أخلف ما أرجو لأهل وولد < / شعر > ثم مرّ به قطيع آخر ، فرمى عيرا منه بسهم ، فأصابه ، وصنع مثل صنيعه الأول ،