وكيف ما أطلعتم عليه . وقال الفراء : بله ينصب بها ويخفض ، فمن نصب بها جعلها بمنزلة دع ، ومن خفض بها جعلها بمنزلة الصفات الخافضة ، وأنشد في النصب : < شعر > يمشي القطوف إذا غنّى الحداة به * مشي الجواد فبله الجلَّة النّجبا < / شعر > قال الفراء : معناه دع الجلة النجبا . وقال أبو زبيد [1] : < شعر > حمّال أثقال أهل الودّ آونة * أعطيهم الجهد منّي بله ما أسع < / شعر > معناه : فدع ما أسع . وقال أبو عبيدة : جاء بالضّحّ والريح ، معناه : جاء بكل شيء ، والضح : البراز الظاهر . والاختيار : أن يكون الضح : الشمس على ما مضى من التفسير . قال أبو بكر : وللشمس أسماء ، يقال للشمس : الضح ، ويقال لها : إلاهة . قال الشاعر [2] : < شعر > فأعجلنا إلاهة أن تؤوبا < / شعر > ويقال لها : الغزالة . قال الشاعر : < شعر > توضّحن في قرن الغزالة بعدما * ترشّفن درّات الرّهام الركائك < / شعر > ويقال للشمس : البيضاء ، والسّراج . ويقال لها : الجارية ، لأنها تجري من المشرق إلى المغرب . ويقال لها : ذكاء ، يقال : طلعت ذكاء ، وقال الشاعر [3] : < شعر > فتذكَّرا ثقلا رثيدا بعدما * ألقت ذكاء يمينها في كافر < / شعر > قوله : فتذكرا ، يعني : الظليم والنعامة ، والثقل : بيضهما ، والرثيد : المنضود ، والكافر : الليل . ويقال للشمس : جونة ؛ لصفائها وإشراقها . قال الشاعر [4] : < شعر > يبادر الآثار أن تؤوبا * وحاجب الجونة أن يغيبا < / شعر > ويقال للشمس أيضا : بوح ، يقال : طلعت بوح . ويقال لها : براح . ويقال لها : مهاة ، قال الشاعر [5] :
[1] شعره 109 . [2] بنت عتيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعي ، ويقال : نائحة عتيبة كما في تهذيب الألفاظ 387 . [3] ثعلبة بن صعير المازني كما في إصلاح المنطق 49 ، وحلية المحاضرة 34 . [4] الخطيم الضبابي كما في تهذيب الألفاظ 388 . [5] أمية بن أبي الصلت ، ديوانه 391 .