responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس نویسنده : محمد بن القاسم بن محمد بن بشار ابن الأنباري    جلد : 1  صفحه : 18


بقوله عز وجل : * ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ ) * [1] ، فالمعنى : يغضوا أبصارهم ، واحتجوا بقوله عز وجل : * ( وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وأَجْراً عَظِيماً ) * [2] ، قالوا : فمن ليست في هذا الموضع مبغضة إنما المعنى :
وعدهم اللَّه كلهم مغفرة وأجرا عظيما ، فدخلت ( من ) للتوكيد . وكذلك قوله :
* ( ولْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ ) * [3] ، فلم يؤمر بهذا بعضهم دون بعض ، إنما المعنى : ولتكونوا كلكم أمة يدعون إلى الخير . ومن ذلك قول الشاعر [4] :
< شعر > أخو رغائب يعطيها ويسألها * يأبى الظلامة منه النّوفل الزّفر < / شعر > النوفل : الكثير الإعطاء للنوافل ، و ( من ) مؤكدة للكلام . وقال أصحاب المعاني :
المعنى : يأبى الظلامة ، لأنه نوفل زفر . قال ذو الرمة [5] :
< شعر > إذا ما امرؤ حاولن أن يقتلنه * بلا إحنة بين النفوس ولا ذحل تبسّمن عن نور الأقاحيّ في الثرّى * وفتّرن من أبصار مضروجة نجل < / شعر > أراد : وفترن أبصارا مضروجة ، فأكَّد الكلام بمن . قال أبو بكر : قال الفراء :
معنى قوله عز وجل : * ( يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ ) * ، يغفر لكم من أذنابكم وعن أذنابكم ، أي : يغفر لكم من أجل وقوع الذنوب منكم ، كما تقول في الكلام : قد اشتكيت من دواء شربته ، فالمعنى : قد اشتكيت من أجل الدواء الذي شربته . وقال قطرب : من المغفرة قولهم : قد غفر الرجل رأسه بالمغفر ، أي : غطاه به ، ويقال للبيضة التي يغطى بها الرأس : الغفارة . وقال الأصمعي [6] : معنى قولهم : اللهم اغفر لنا ذنوبنا ، اللهم استر علينا ذنوبنا ، قال : والعرب يقول الرجل منهم للرجل : اصبغ ثوبك بقرف



[1] سورة النور : آية 30 .
[2] سورة الفتح : آية 29 .
[3] سورة آل عمران : آية 104 .
[4] البيت لأعشى باهلة ، انظر الصبح المنير ، ص 267 .
[5] ديوان ذي الرمة : ص 144 ، 145 .
[6] هو عبد الملك بن قريب ، ت 216 ه .

18

نام کتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس نویسنده : محمد بن القاسم بن محمد بن بشار ابن الأنباري    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست