ويقال : قد تداعب الرجلان ، إذا تمازحا ، من ذلك الحديث الذي يروى عن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم : « أنّه قال لجابر بن عبد اللَّه : أبكرا تزوجت أم ثيبا ؟ فقال : ثيبا ، فقال : هلا تزوجت بكرا تداعبها وتداعبك » [1] . وجاء في الحديث : « كان فيه صلَّى اللَّه عليه وسلم دعابة » أي : مزاح . ويروى عنه صلَّى اللَّه عليه وسلم أنه قال : « إني لأمزح ، ولكني لا أقول إلا حقا » [2] ، فقال أهل العلم : هو مثل قوله لأصحابه : « امضوا بنا إلى فلان البصير نعوده » ، وكان ضريرا ، يريد : بصير القلب . ومن ذلك قوله للعجوز لما قالت : سل أن يدخلني الجنة ، فقال : « إن الجنّة لا يدخلها العجز » [3] ، يذهب إلى أن العجوز تجعل شابة ، فتدخل الجنة شابة ، ولا تدخلها عجوزا . وقال أبو عبيدة : يقال رجل فكه ، إذا كان يأكل الفاكهة ، ورجل فاكه ، إذا كانت عنده فاكهة كثيرة ، من ذلك قول اللَّه عز وجل : * ( فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ ) * [4] ، ويقرأ : فكهين بما آتاهم ربهم . وأنشد أبو عبيدة [5] : < شعر > فكه العشيّ إذا تأوّب رحله * ركب الشتاء مسامح بالميسر < / شعر > معناه : يأكل الفاكهة في هذا الوقت ، وأنشد أبو عبيدة [6] أيضا : < شعر > فكه على حين العشيّ إذا * خوت النجوم وضنّ بالقطر < / شعر > وهو بمنزلة قولهم : رجل تامر ، إذا كثر التمر عنده . قال الشاعر [7] : < شعر > أغررتني وزعمت أنّك لابن بالصيف تامر < / شعر > معناه : وزعمت أن عندك لبنا وتمرا . ويقال : رجل تمّار : إذا كان يبيع التمر ، ورجل تمري : إذا كان يحب التمر ، ورجل متمّر : إذا كان صاحب تمر كثير ، وليس بمتاجر فيه . وقال الفراء : معنى قول اللَّه : * ( فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ ) * ، معجبين بما
[1] غريب الحديث 1 / 333 . [2] غريب الحديث 1 / 332 . [3] غريب الحديث 1 / 332 . [4] سورة الطور : آية 18 . [5] البيت منسوب لصخر بن عمرو ، المجاز 2 / 63 . [6] البيت منسوب للخنساء ، المجاز 2 / 163 . [7] البيت للحطيئة ، ديوانه ، ص 168 .