يحبس به الدابة . والمربد في غير هذا الموضع الذي يجعل فيه التمر بعد الجذاذ قبل أن ينقل إلى المدينة والبيوت ، وهو بمنزلة الجرين ، ومثله للطعام البيدر والأندر . ومن هذا المعنى حديث النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم : « أنه قال : اللهم اسقنا ، فقام أبو لبابة فقال : يا رسول اللَّه إن التمر في المرابد ، فقال : اللهم اسقنا حتى يقوم أبو لبابة عريانا يسد ثعلب مربده بإزاره [1] أو بردائه فمطر الناس حتى قام أبو لبابة عريانا يسدّ ثعلب مربده بإزاره » . فالمربد قد فسّر وثعلب المربد : جحره الذي يخرج منه ماء المطر . وقولهم : كان هذا في رجب قال أبو بكر : قال اللغويون : إنما سمي رجب رجبا ؛ لتعظيم العرب له في الجاهلية ، من قولهم : رجبت الرجل أرجبه رجبا إذا أفزعته ، قال الشاعر : < شعر > إذا العجوز استنخبت فانخبها * ولا تهيّبها ولا ترجبها [2] < / شعر > ويقال : إنما سمي رجب رجبا لتعظيمهم إياه ، من قول العرب : عذق مرجّب ، إذا عمد لعظمه ، أنشدنا أبو العباس : < شعر > ليست بسنهاء ولا رجبيّة * ولكن عرايا في السنين الجوائح [3] < / شعر > والمحرم : سمي محرما لتحريمهم فيه القتال . وصفر : سمي صفرا لخروجهم فيه إلى بلاد يقال لها الصفرية ، يمتارون منها . وربيع : سمي ربيعا ، لارتباع الإبل فيه ، أي : لطلبها النبات والكلأ . وجمادي : سميت جمادى لجمود الماء فيها . وكانت العرب تسمي رجبا : الأصمّ ومنصل الأسنة ، فسمي الأصم لأنه لا يسمع فيه صوت السلاح ، وسمي منصل الأسنة لأنهم كانوا ينزعون الأسنة فيه ، إذ كانوا لا يقاتلون ولا يسفكون فيه دما . وشعبان : سمي شعبان لتشعب القبائل فيه . ورمضان : سمي رمضان لشدة الحر الذي كان فيه ، والرمض عند العرب هو الحر . وشوال : سمي شوالا لشولان الإبل فيه بأذنابها عند اللقاح . وذو القعدة : سمي ذا القعدة لأنهم كانوا يقعدون فيه فلا يبرحون . وذو الحجة : سمي ذا
[1] غريب الحديث 3 / 96 . [2] بلا عزو في اللسان ( رجب ) . [3] لسويد بن الصامت في اللسان ( رجب ) يصف نخلة بالجودة ، والسنهاء التي أضربها الجدب والعرايا : التي يوهب ثمرها ، والجوائح : السنون الشداد .