فمعنى جخّى : تقوّس وتفتح ، أنشدنا أبو شعيب قال : أنشدنا يعقوب بن السكيت : < شعر > لا خير في الشيخ إذا ما اجلخّا * وسال غرب عينه وجخّا [1] < / شعر > وأنشدنا أبو العباس عن ابن الأعرابي : < شعر > لا خير في الشيخ إذا ما اجلخّا * وسال غرب عينه ولخّا وكان أكلا قاعدا وشخّا * تحت رواق البيت يخشى الدّخّا وانثنت الرجل فصارت فخّا * وعاد وصل الغانيات أخّا [2] < / شعر > اجلخ معناه : سقط فلا ينبعث ولا يتحرك . ولخا معناه كمعنى سال ، والدخ هو : الدخان ، وفيه لغتان : دخّ ودخّ . وقوله : وعاد وصل الغانيات أخا ، معناه : أفّ وتفّ . وقولهم : لا سمعت أذن فلان الرعد قال أبو بكر : قال اللغويون : الرعد : صوت السحاب ، والبرق : ضوء ونور يكونان مع السحاب ، وربّما كانا أمارة للمطر . وقال أبو عبيدة : العرب تقول : جون هزيم رعده أجشّ . يريدون بالجون السحاب الأسود ، والأجش : الذي فيه بحّة وجشّة ، قال الشاعر : < شعر > ولا زال من نوء السّماك عليكما * أجشّ هزيم دائم الوكفان [3] < / شعر > وقال ابن عباس : الرعد اسم ملك . واحتج بعض أهل اللغة ، لأن الرعد صوت السحاب بقول اللَّه عز ذكره : * ( ويُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِه والْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِه ) * [4] ، قال : فذكره الملائكة بعد الرعد يدل على أن الرعد ليس بملك . والذين قالوا : الرعد ملك ، يحتجون بأن اللَّه عز وجل ذكر الملائكة بعد الرعد ، وهو من الملائكة ، كما يذكر الجنس بعد النوع والكثير بعد القليل ، قال اللَّه تبارك وتعالى : * ( ولَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي والْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) * [5] ، فذكر القرآن بعد السبع ، وموضع السبع من القرآن كموضع
[1] اللسان ( جخا ) . [2] الأبيات عدا الثالث في اللسان ( دخخ ) . [3] للمجنون في ديوانه 272 ، وروايته : هزيم الودق بالهطلان . [4] سورة الرعد : آية 13 . [5] سورة الحجر : آية 87 .