ويروى : وذكره لعمري غار في البلاد وأنجدا . وقال ذو الرمة [1] : < شعر > حتى كأنّ رياض القفّ ألبسها * من وشي عبقر تجليل وتنجيد < / شعر > أراد بالتنجيد : الارتفاع . وقولهم : قد طال سفر الرجل قال أبو بكر : قال أبو العباس : إنما سمي السّفر سفرا ، لأنّه يسفر عن أخلاق الرجال ، أي : يكشفها ويوضحها ، أخذ من قولهم : قد سفرت المرأة عن وجهها ، إذا كشفته وأظهرته . ويقال : للمكنسة : مسفرة ، لأنها تكشف التراب عن الموضع وتزيله . وكذلك يقال : قد سفر الرجل بيته يسفره سفرا ، إذا كنسه . جاء في الحديث : « دخل عمر على رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم فقال : يا رسول اللَّه لو أمرت بهذا البيت فسفر » [2] . وكان في بيت فيه أهب وغيرها . أراد بسفر : كنس . ويقال : لما سقط من ورق الأشجار سفير ، لأن الريح تسفره ، أي : تكنسه . قال ذو الرمة [3] : < شعر > وحائل من سفير الحول جائله * حول الجراثيم في ألوانه شهب < / شعر > ويروى : وحائل من سفير جائله . فالحائل : المتغيّر لمرور الأيام به . والجائل : الذي تجيله الريح . ويقال : قد أسفر وجه الرجل ، إذا أضاء وأشرق . والجرثومة : الشيء المجتمع ، والجرثومة أيضا : أصل الشيء ، جاء في الحديث : « الأزد جرثومة العرب ، فمن أضلّ نسبه فليأتهم » [4] .
[1] ديوانه 1366 . القف : ما غلظ من الأرض ، ولم يبلغ أن يكون جبلا في ارتفاعه . [2] النهاية 2 / 372 . [3] ديوانه 84 . وجائله : ما جال منه ، والجراثيم : التراب يجتمع إلى أصول الشجر ، الواحدة جرثومة . [4] النهاية 1 / 254 .