يقول : قد تركت حبل فلان على غاربه . والأصل ما وصفنا . وقولهم : رجل نجّاد قال أبو بكر : قال أبو العباس : النجاد معناه في كلام العرب : المزيّن للثياب ، من ذلك قولهم : قد نجّدت البيت ، إذا حسّنته وزيّنته . قال : يجوز أن يكون النجاد سمى نجادا ، لرفعه الثياب ، قال : ومن ذلك : نجد ، سمي نجدا لارتفاعه . يذهب أبو العباس إلى أن النجاد يرفع الثياب بزيادته عليها ، وضمّه إليها ما يعليها ، ويزيد في حدّها . وقد قالوا في نجد ثلاثة أقوال : أحدهن : سميت نجدا ؛ لارتفاع مواضعها . والقول الثاني : سميت نجدا ؛ لمقابلتها ما يقابلها من الجبال ، قال بعض الأعراب : النجاد : ما قابلك . والقول الثالث : سميت نجدا ؛ لصلابة أرضها ، وكثرة حجارتها ، وصعوبة سلوكها ، من قولهم : رجل نجد ، إذا كان شجاعا قويا . وقد يقال للشجاع : نجد ونجد . والنجد أيضا والمنجود : المفزع أيّ موضع كان . قال أبو زبيد [1] : < شعر > صاديا يستغيث غير مغاث * ولقد كان عصرة المنجود < / شعر > فيجوز أن تكون نجد سميت نجدا ؛ لاستيحاش السالك لها ، واتصال فزعه ، إذ لم تكن آهلة معمورة كالأمصار ، فهذا قول رابع في الاعتلال لتسمية نجد نجدا . والغالب على نجد التذكير ، وهو المأثور عن العرب فيها ، ولو أنّثت ، إذا ذهب بها إلى معنى المدينة ، لم يكن ذلك خطأ ولا محالا . قرأنا على أبي العباس لبعض الشعراء : < شعر > ألم تر أنّ الليل يقصر طوله * بنجد وتزداد النّطاف به بردا [2] < / شعر > ويقال : أنجد الرجل إذا أتى نجدا ، وغار وأغار إذا أتى الغور ، وأنشدنا أبو العباس : < شعر > نبيّ يرى ما لا يرون وذكره * أغار لعمري في البلاد وأنجدا [3] < / شعر >
[1] شعره : 44 . [2] بلا عزو في المذكر والمؤنث لابن الأنباري 371 ، ومعجم البلدان 5 / 264 . [3] نوادر أبي مسحل 345 .