* ( فَأَتْبَعَه شِهابٌ ثاقِبٌ ) * [1] ، معناه : فتبعه شهاب ثاقب ، وقال الشاعر [2] : < شعر > فأتبع آثار الشياه وليدنا * يمرّ كمرّ الرائح المتحلَّب < / شعر > أراد : تبع وليدنا . قال أبو بكر : وقال لي أبي : سمعت الحسن بن عرفة قال : قال القاسم بن معن [3] : ملحق بفتح الحاء ، أصوب من ملحق ، ذهب إلى أن المعنى : ألحقهم اللَّه عذابه . أنشد النحويون : < شعر > ألحق عذابك بالقوم الذين طغوا * وعائذا بك أن يعلو فيطغوني [4] < / شعر > والوجه الثالث : إن عذابك بالكفار لاحق ، قال أبو بكر : ولا نحب هذا القول ؛ لأنه يخالف الإجماع . وقولهم : قد قرأ القرآن قال أبو بكر : فيه قولان ؛ قال أبو عبيدة : إنما سمي القرآن قرآنا ؛ لأنه يجمع السور ويضمها ، والدليل على هذا قول اللَّه تعالى : * ( فَإِذا قَرَأْناه فَاتَّبِعْ قُرْآنَه ) * [5] ، معناه : إذا ألفنا منه شيئا فضممناه إليك ، فخذ به واعمل به وضمّه إليك ، وقال عمرو ابن كلثوم [6] : < شعر > ذراعي عيطل أدماء بكر * هجان اللون لم تقرأ جنينا < / شعر > قال أبو عبيدة : معناه : لم تضم في رحمها ولدا . وقال قطرب : إنما سمي القرآن قرآنا ؛ لأن القارئ يظهره ويبيّنه ويلقيه من فيه ، أخذ من قول العرب : ما قرأت الناقة سلى قطَّ ؛ أي : ما رمت بولد . قال حميد [7] : < شعر > أراها غلاماها الخلى فتشذّرت * مراحا ولم تقرأ جنينا ولا دما < / شعر > معناه : لم ترم بجنين ولا دم .
[1] سورة الصافات : آية 10 . [2] هو علقمة بن عبدة ، ديوانه ، ص 94 . [3] نحوي كوفي ، توفي سنة 175 ه . [4] البيت لعبد اللَّه بن الحارث السهمي ، الكتاب 1 / 171 . [5] سورة القيامة : آية 18 . [6] شرح القصائد السبع 380 . [7] ديوانه ، ص 21 .