والعصر ونوائب الدهر ، فهذا كشف للمعنى . وقال امرؤ القيس [1] : < شعر > ألا انعم صباحا أيّها الطَّلل البالي * وهل ينعمن من كان في العصر الخالي < / شعر > ويقال في جمع العصر : أعصر وعصور ، قال الطائي : < شعر > تذكرت ليلى والشبيبة أعصرا * وذكر الصّبا برح على من تذكَّرا [2] < / شعر > وأنشدنا أبو العباس عن ابن الأعرابي : < شعر > تعفّفت عنها في العصور التي خلت * فكيف التّصابي بعدما كلأ العمر [3] < / شعر > يريد : الخمر . ويقال لصلاة العصر : الصلاة الوسطى ، قال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يوم الأحزاب : « شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غربت الشمس . ملأ اللَّه قبورهم نارا » [4] . ويقال : الصلاة الوسطى : صلاة الصبح ، لأنها وسط بين الليل والنهار . ويقال : هي صلاة المغرب ، لمثل تلك العلة . ويقال : هي صلاة الظهر ، لأنها في وسط النهار ، وقال اللَّه جل اسمه : * ( حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ والصَّلاةِ الْوُسْطى ) * [5] ، فقال المفسرون في الصلاة الوسطى الأقوال الأربعة التي قدمناها . وإنما أفرد الصلاة الوسطى من الصلوات ، وهي داخلة في جملتها ، للاختصاص والتفضيل ، كما أفرد جبريل وميكال من الملائكة ، فقال : * ( مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّه ومَلائِكَتِه ورُسُلِه وجِبْرِيلَ ومِيكالَ فَإِنَّ الله عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ ) * [6] . وقولهم : قد تشتّت القوم قال أبو بكر : معناه : قد تفرقوا ، من قول العرب : شتّان زيد وعمرو ، يراد بهما : متفرقان ، والشتات : التفرق ، قال سديف [7] :
[1] ديوانه 27 وفيه : ألا عم وهل يعمن . [2] البيت في التعازي والمراثي 303 ، وتاريخ الطبري 5 / 281 . والطائي هو عبد اللَّه بن خليفة . [3] بلا عزو في اللسان ( كلأ ) . وكلأ : انتهى . [4] تفسير القرطبي 3 / 213 . [5] سورة البقرة : آية 238 . [6] سورة البقرة : آية 98 . [7] شعره : 19 .