< شعر > ألا انعم صباحا أيّها الطَّل البالي * وهل ينعمن من كان في العصر الخالي وهل ينعمن إلَّا سعيد مخلَّد * قليل الهموم ما يبيت بأوجال < / شعر > أراد بالسعيد المخلد : الأحمق . ويقال : أراد به الصبي الذي يلبس الخلدة ، والخلدة : القرط والسوار ، قال اللَّه تبارك وتعالى : * ( يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ ) * [1] ، قال بعض المفسرين : المخلدون : المسوّرون ، وقال آخرون : هم المقرّطون ، قال الشاعر : < شعر > ومخلَّدات باللجين كأنّما * أعجازهنّ أقاوز الكثبان [2] < / شعر > اللجين : الفضة ، والأقاوز : جمع القوز ، وهو شبيه بالأكمة ، والجبيل : الصغير من الرمل ، والكثيب : الجبيل من الرمل . وقال بعضهم : مخلدون دائم شبابهم ، لا يتغيرون عن تلك السن ، يقال للرجل إذا علت سنه وبقي عليه سواد شعره وصحة أسنانه : أنه لمخلَّد ، فيكون مخلد بمعنى مخلد ، لأن فعّل وأفعل قد يتضارعان . ويقال : هو السّوار من الحليّ ، والسّوار والأسوار . ويقال الأسوار والإسوار : للرجل الرامي ، وهو الواحد من أساورة الفرس ، قال الشاعر : < شعر > واللَّه لو لا صبية صغار * كأنمّا وجوههم أقمار أخاف أن يمسّهم إقتار * أو لاطم ليس له أسوار لما رآني ملك جبّار * ببابه ما وضح النّهار [3] < / شعر > وقولهم : هي عيبة المتاع قال أبو بكر : العيبة معناها في كلام العرب : التي يجعل فيها الرجل أفضل ثيابه ، وحرّ متاعه ، وأنفسه عنده . من ذلك قول النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم : « الأنصار كرشي وعيبتي ، ولو لا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار » [4] فجعل صلَّى اللَّه عليه وسلم الأنصار عيبته ؛ لخصوصيته إياهم ، ولأنه يطلعهم على أسراره ، ومعنى قوله صلَّى اللَّه عليه وسلم كرشي : صحابّي وجماعتي الذين أعتمد عليهم .
[1] سورة الواقعة : آية 17 . [2] بلا عزو في تفسير غريب القرآن 447 . [3] الأبيات بلا عزو في مخير الألفاظ 202 ، ومبادئ اللغة 26 . [4] الفائق 3 / 253 .