< شعر > غلام رماه اللَّه بالحسن مقبلا * له سيمياء لا تشقّ على البصر كأنّ الثّريا علَّقت فوق نحره * وفي جيده الشّعرى وفي وجهه القمر < / شعر > فزاد على سيما ألفا ممدودة ، ومعنى الحرف في مدّه ، كمعناه في قصره . وقولهم : يوم السبت قال أبو بكر : السبت معناه في كلام العرب : القطع ، يقال : قد سبت رأسه ، إذا حلقه ، وقطع الشعر منه . ويقال : نعل سبتيّة ، إذا كانت مدبوغة بالقرظ محلوقة الشعر ، قال عنترة [1] : < شعر > بطل كأنّ ثيابه في سرجه * تحذى نعال السّبت ليس بتوءم < / شعر > فسمي السبت سبتا ؛ لأن اللَّه ابتدأ الخلق فيه ، وقطع فيه بعض خلق الأرض ، أو لأن اللَّه جل وعلا أمر بني إسرائيل فيه بقطع الأعمال وتركها ، وقال : * ( وجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً ) * [2] ، فمعناه : قطعا لأعمالكم . وقال بعض الناس : سمي السبت سبتا ؛ لأن اللَّه أمر بني إسرائيل فيه بالاستراحة من الأعمال ، وخلق هو السموات والأرض في ستة أيام آخرها يوم الجمعة ، واستراح يوم السبت ! ! . قال أبو بكر : وهذا عندي خطأ ، لأنه لا يعرف في كلام العرب سبت : بمعنى استراح ، إنما المعروف فيه قطع ، ولا يوصف اللَّه عز وجل بالاستراحة لأنه لا يتعب فيستريح ، ولا يشتغل ، فينتقل من الشغل إلى الراحة ، والراحة لا تكون إلا بعد تعب أو شغل ، وكلاهما زائل عن اللَّه عز ذكره . واتفق أهل العلم على أن اللَّه جل وعز ابتدأ الخلق يوم السبت ، ولم يخلق يوم الجمعة ، سماء ولا أرضا . وقال اليهود : ابتدأ اللَّه عز وجل الخلق يوم الأحد ، وفرغ يوم الجمعة واستراح يوم السبت . فقول هؤلاء خارج عن اللغة ، وموافق لتأويل اليهود ،
[1] ديوانه 212 . وفيه : في سرحة . والسرحة : شجرة طويلة . [2] سورة سبأ : آية 9 .