نعته ، وذلك أن النكرة إذا نوديت صارت معرفة ، أجاز الفراء [1] : يا فاسق الخبيث أقبل . والوجه الرابع : أن تقول : يا باقلاء الحارّ أقبل ، فترفع الباقلاء لأنه منادى مفرد ، وتنصب الحار لأنه لا يحسن فيه ياء . والوجه الخامس : أن تقول : يا باقلاء الحارّ أقبل ، فتنصبهما على أنهما اسم واحد ألزما الفتح ، أجاز الفراء : يا زيد الظريف أقبل ، وقال : جعلتهما العرب بمنزلة الحرف الواحد ، وأنشد : < شعر > فما كعب بن مامة وابن سعدى * بأجود منك يا عمر الجوادا [2] < / شعر > وقال الفراء : الباقلَّى والمرعزّى إذا شدّدا قصرا ، وإذا خففا مدّا ، فمن قصرهما كتبهما بالياء ، ومن مدّهما كتبهما بالألف . وقولهم : قد انتقيت المتاع قال أبو بكر : معناه : قد أخذت مخّه وخياره . وهو بمنزلة قولهم : قد انتقيت العظم ، إذا أخرجت نقيه ، والنّقيّ : المخ . والعرب تسمي الخيار مخّا ، فيقولون : هؤلاء مخّ القوم ، أي خيارهم . وجاء في الحديث : نهى رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم : « أن يضحّى بالعجفاء التي لا تنقى ، وأن يضحّى بالأعضب القرن والأذن » [3] . فمعنى قوله : التي لا تنقى ، التي ليس لها نقي من هزالها ، وهو المخ ، يقال : ناقة منقية ، إذا كانت ذات مخ ، قال الشاعر [4] : < شعر > حاموا على أضيافهم فشووا لهم * من لحم منقية ومن أكباد < / شعر > وقال الراجز [5] : < شعر > إنّ القبور تنكح الأيامى * النّسوة الأرامل اليتامى < / شعر >
[1] ينظر : شرح الكافية 1 / 135 - 137 . [2] لجرير ، ديوانه 118 . [3] هو حديث في غريب الحديث 2 / 207 ، 209 . [4] الأعشى ، ديوانه 100 وفيه : حجزوا على من شط مثقية [5] الاشتقاق 36 . وفيه : قالت القرشية . وروايته : والصبية الأصاغر .