يده فقد توضأ » . ومن ذلك ما روى أبو عبيدة عن عبّاد بن منصور [1] الناجي عن الحسن أنه قال : « الوضوء قبل الطعام ينفي الفقر ، والوضوء بعد الطعام ينفي اللَّمم » . إلا أنّ الوضوء للصلاة لا يجزى منه ، إلا ما أجمع المسلمون عليه من المضمضة والاستنشاق وغير ذلك ، فالوضوء بضم الواو ، وبفتح الواو : اسم الماء الذي يتوضأ به ، وكذلك السّحور ، بضم السين ، والسّحور بفتح السين : اسم الذي يتسّحر به . والوقود : اسم الحطب والوقود : التلهب ، قال الشاعر [2] : < شعر > فأمسوا وقود النار في مستقرّها * وكلّ كفور في جهنم صائر < / شعر > أراد : فأمسوا حطب النار . وقال جرير [3] : < شعر > أهوى أراك برامتين وقودا * أم بالجنينة من مدافع أودا < / شعر > وقال الآخر : < شعر > وأجّجنا بكل يفاع [4] أرض * وقود المجد للمتنوّرينا < / شعر > وقال الآخر : < شعر > إذا سهيل لاح كالوقود * فردا كشاة البقر المطرود < / شعر > وقال الآخر [5] : < شعر > لحبّ الموقدان إليّ موسى * وحزرة لو أضاء لي الوقود < / شعر > أراد اللهب . قال أبو بكر : وأجاز النحويون أن يكون الوضوء والسحور والوقود بالفتح ، مصادر ، والأول هو الذي عليه أهل اللغة ، وهو المعروف عند الناس . وقولهم : قد تيمم الرجل قال أبو بكر : معناه قد مسح التراب على يديه ووجهه . وأصل تيمّم في اللغة : قصد ، فمعنى تيمّم : قصد التراب فتمسّح به ، قال اللَّه عز وجل :
[1] عباد روى عن عكرمة وعطاء والحسن ، توفي سنة 152 ه . [2] ديوان كعب بن مالك : ص 201 . [3] ديوانه : ص 337 . [4] البيت في شرح القصائد السبع 439 . [5] جرير ، ديوانه : ص 288 .