< شعر > أفلح بما شئت فقد يفلح بال * ضّعف وقد يخدع الأريب < / شعر > فهذا من الفوز . وقال أصحاب البقاء : معنى قوله : * ( وأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) * : هم الباقون في الجنة . والفلح والفلاح عند العرب : السحور ، والفلَّاح : الأكَّار ، سمي بذلك ؛ لأنه يفلح الأرض ، أي : يشقها . قال الشاعر : < شعر > قد علمت خيلك أين الصّحصح * إنّ الحديد بالحديد يفلح [1] < / شعر > أي : يشق . والفلاح أيضا : المكاري ، وقال ابن أحمر [2] : < شعر > لها رطل تكيل الزيت فيه * وفّلاح يسوق لها حمارا < / شعر > وقولهم : قد توضأالرجل للصلاة وقد أخذ في الوضوء للصلاة قال أبو بكر : معنى توضأ في كلام العرب تنظف : وتحسن ، أخذ من الوضاءة وهي : النظافة والحسن ، يقال : وجه وضاء . أي : حسن ، من أوجه وضاء ، قال الشاعر : < شعر > مساميح الفعال ذوو أناة * مراجيح وأوجههم وضاء [3] < / شعر > يقال : قد وضؤ وجه الرجل يوضؤ وضاءة ، وكل من غسل عضوا من أعضائه فقد توضأ ، الدليل على هذا قول النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم : « توضّأوا مما غيّرت النار » [4] ، معناه : اغسلوا أيديكم ، ونظفوها من الزّهومة ، وذلك أن جماعة من الأعراب كانوا لا يغسلون أيديهم من الزهومة ، ويقولون : فقدها أشدّ علينا من ريحها ، فأمر النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم بتنظيف اليد منها . وروى الأصمعي عن أبي هلال [5] عن قتادة [6] أنه قال : « من غسل
[1] شرح القصائد السبع 181 . [2] شعره : 75 . [3] أمالي المرتضى 1 / 397 . [4] النهاية 5 / 195 . [5] هو محمد بن سليم الراسبي ، روى عن الحسن وابن سيرين وقتادة ، توفي سنة 169 ه . [6] قتادة بن دعامة ، توفي سنة 117 ه .