أراد : وأحكم درسه ونظمه . وقولهم : قد أعذر من أنذر قال أبو بكر : قال الفراء : معناه : قد بلغ أقصى العذر من أنذرك ، يقال : قد أعذر الرجل فهو معذر ، إذا بلغ أقصى العذر . قال الطائي [1] : < شعر > على أهل عذراء السلام مضاعفا * من اللَّه ولتسق الغمام الكنهورا ولاقى بها حجر من اللَّه رحمة * فقد كان أرضى اللَّه حجر وأعذرا < / شعر > قال اللَّه عز وجل : * ( وجاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرابِ ) * [2] ، وكان ابن عباس يقرأ : « وجاء المعذرون من الأعراب » ويقول : لعن اللَّه المعذّرين . وفي المعذرين وجهان : إذا كان المعذّرون من عذّر ، فهو معذّر ، فهم لا عذر لهم ، وإذا كان المعذّرون أصلهم المعتذرون ، فألقيت فتحة التاء على العين ، فأبدل منها ذال ، وأدغمت في الذال التي بعدها ، فلهم عذر . وقال الفراء : يقال قد اعتذر الرجل إذا أتى بعذر ، وقد اعتذر إذا لم يأت بعذر . قال اللَّه عز وجل : * ( يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ ) * [3] ، ثم بيّن عز وجل أنه لا عذر لهم ، فقال : * ( قُلْ لا تَعْتَذِرُوا ) * [4] . وقال لبيد [5] في المعنى الآخر : < شعر > فقوما فقولا بالذي قد علمتما * ولا تخمشا وجها ولا تحلقا الشّعر إلى الحول ثم اسم السلام عليكما * ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر < / شعر > معناه : فقد أتى بعذر .
[1] هو عبد اللَّه بن خليفة ، والبيتان في التعازي والمراثي 303 وتاريخ الطبري 5 / 281 . وعذراء قرية من قرى دمشق . والكهنور : السحاب المتراكم . وحجر هو : حجر بن عدي الكندي من أصحاب علي ، قتل هو وأصحابه بمرج عذراء أيام معاوية . [2] سورة التوبة : آية 90 . [3] سورة التوبة : آية 94 . [4] سورة التوبة : آية 94 . [5] ديوانه 214 .