وتسكين النون . وقال الأصمعي : أصل المجانبة : المقاطعة ، فإذا قيل : قد تجانب الاثنان ، فمعناه : قد تقاطعا الأخذ ، فلا يأخذ هذا من هذا شيئا ، ولا يأخذ هذا من هذا شيئا . وقولهم : فلان نظيف السّراويل قال أبو بكر : معناه : عفيف الفرج ، فجعل السراويل كناية عن الفرج ، كما قالوا : فلان عفيف المئزر والإزار ، إذا كان عفيف الفرج . قال متمم بن نويرة [1] : < شعر > نعم القتيل إذا الرياح تناوحت * حول البيوت قتلت يا ابن الأزور لا يضمر الفحشاء تحت ثيابه * حلو شمائله عفيف المئزر < / شعر > معناه : عفيف الفرج . ويقال : فلان نجس السراويل ، إذا كان غير عفيف الفرج . وقول الناس : رجل بليد السراويل ، ليس من كلام العرب . وهم يكنون بالثياب عن النفس والقلب ، وبالإزار عن العفاف . قال امرؤ القيس [2] : < شعر > ثياب بني عوف طهارى نقيّة * وأوجههم عند المشاهد غرّان < / شعر > معناه : هم في أنفسهم طاهرون . وقال عنترة [3] : < شعر > فشككت بالرمح الأصمّ ثيابه * ليس الكريم على القنا بمحرّم < / شعر > أراد : شككت قلبه . وقال امرؤ القيس [4] : < شعر > فإن تك قد ساءتك مني خليقة * فسلَّي ثيابي من ثيابك تنسل < / شعر > ففي الثياب هاهنا ثلاثة أقوال ؛ قال قوم : الثياب هاهنا كناية عن الأمر ، والمعنى : اقطعي أمري من أمرك . وقال قوم : الثياب كناية عن القلب ، والمعنى : سلي قلبي من قلبك . وقال قوم : هذا الكلام كناية عن الصّريمة ، كان الرجل يقول لامرأته : ثيابي من ثيابك حرام . ومعنى البيت : إن كان فيّ خلق ترضينه فانصرفي . ومعنى تنسل :
[1] شعره : 91 . [2] ديوانه 83 . وغران : جمع أغر ، وهو الأبيض . [3] ديوانه 210 . [4] ديوانه 13 .