< شعر > يطوف العفاة بأبوابه * كطوف النصارى بيت الوثن < / شعر > وقولهم : قد تجانب الرجلان وبينهما جناب قال أبو بكر : الأصل في تجانب : تباعد ، من ذلك قولهم : قد تجنّبت فلانا ، إذا تباعدت منه . ومن ذلك قولهم : جار جنب ، للبعيد ، قال اللَّه عز وجل : * ( والْجارِ الْجُنُبِ ) * [1] ، فمعناه : والجار البعيد ، وقال الشاعر [2] : < شعر > ما ضرّها لو غدا بحاجتنا * عاد كريم أو زائر جنب < / شعر > معناه : أو زائر بعيد . فإذا قيل : قد تجانب الاثنان ، فمعناه : قد تباعدا في الأخذ ، فلا يأخذ هذا من هذا شيئا ، ولا يأخذ هذا من هذا شيئا . ومن ذلك قولهم : ما يزورنا فلان إلا عن جنابة ، معناه : إلا عن بعد . قال الأعشى [3] : < شعر > أتيت حريثا زائرا عن جنابة * فكان حريث عن عطائي جامدا < / شعر > وقال علقمة بن عبدة [4] : < شعر > فلا تحرّمني نائلا عن جنابة * فإني امرؤ وسط القباب غريب < / شعر > وقال خلف بن خليفة [5] : < شعر > ينال نداك المعتفي عن جنابة * وللجار حظ من جداك سمين < / شعر > وقال اللَّه عز وجل : * ( فَبَصُرَتْ بِه عَنْ جُنُبٍ ) * [6] ، معناه : عن بعد ، كذا قال أبو عبيدة . وقال الفراء : معناه : عن جانب من البحر ، ويدل على هذا قراءة النعمان ابن سالم [7] : فبصرت به عن جانب . وقرأ قتادة : فبصرت به عن جنب ، بفتح الجيم
[1] سورة النساء : آية 36 . [2] عبيد اللَّه بن قيس الرقيات ، ديوانه 3 . [3] ديوانه 49 . [4] ديوانه 48 . [5] الأضداد 202 ، وخلف : أموي ، يقال له الأقطع . ( الشعر والشعراء 714 ، شرح ديوان الحماسة ( ت ) 4 / 279 ، . [6] سورة القصص : آية 11 . [7] المحتسب 2 / 149 . والنعمان بن سالم الطائفي ، من رواة الحديث . ( تهذيب التهذيب 10 / 453 ، خلاصة تذهيب الكمال 3 / 96 ) .