الملائكة ، ثم قال : * ( وما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ) * أي : في القلة ليقولوا ما قالوا ، ثم قال عز وجل : * ( لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ ) * ، لأن عدد الخزنة في كتابهم تسعة عشر ، * ( ويَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً ) * إذا وجدوا ما معهم موافقا لما في كتب اللَّه عز وجل . والحداد : هو المانع ، والحدد : هو المنع ، قال زيد بن عمرو بن نفيل [1] : < شعر > لا تعبدون إلها غير خالقكم * فإن أبيتم فقولوا دونه حدد < / شعر > معناه : دونه مانع ، فلما قال أبو جهل وأبو الأشدين هذا ، قال المسلمون : تقيس الملائكة إلى الحدادين ، أي : تقيس الملائكة إلى السجّانين من الناس . وقال كعب الحبر في قول اللَّه عز وجل : * ( عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ ) * : ما منهم ملك إلا معه عمود ذو شعبتين ، يدفع الدفعة ، يلقي في النار سبعين ألفا . وقولهم : كيف أهلك وحامّتك قال أبو بكر : الحامّة معناها في كلامهم : القرابة ، من ذلك قولهم : فلان حميم فلان ، معناه : قريب فلان . قال الشاعر [2] : < شعر > لعمرك ما سمّيته بمناصح * شقيق ولا أسميته بحميم < / شعر > وقال الآخر : < شعر > تسمّنها بأخثر حلبتيها * ومولاك الأحمّ له سعار [3] < / شعر > معناه : ومولاك الأقرب به جنون من الجوع ، قال اللَّه عز وجل : * ( إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وسُعُرٍ ) * [4] . في السعر ثلاثة أقوال ؛ قال الفراء : السعر : العناء . والمعنى : إنا إذا لفي ضلال وعناء . وقال أبو عبيدة [5] : السعر : الجنون ، واحتج بأن العرب تقول : ناقة مسعورة ، إذا كانت كأنها مجنونة من نشاطها ، واحتج بقول الشاعر [6] :
[1] اللسان ( حدد ) . [2] لم أقف عليه . [3] بلا عزو في اللسان ( سعر ) . [4] سورة القمر : آية 24 . [5] لم أقف على قولة أبي عبيدة في المجاز ، وهي بهذا المعنى عند ابن قتيبة في غريب القرآن 433 . [6] لم أقف عليه .