قال أبو بكر : قال الفراء : يقال : هل أحسست صاحبك ، بمعنى : هل وجدته . ويقال : حسست الشيء إذا علمته وعرضته ، قال أبو زبيد [1] : < شعر > خلا أنّ العتاق من المطايا * حسين به فهنّ إليه شوس < / شعر > الحسّ أيضا : الرقة والعطف ، ويقال : قد حسّ يحسّ حسّا ، إذارقّ وعطف . قال الكميت [2] : < شعر > هل من بكى الدّار راج أن تحسّ له * أو يبكي الدار ماء العبرة الخضل < / شعر > والحسّ بكسر الحاء والحسيس : الصوت ، قال اللَّه عز وجل : * ( لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها ) * [3] ، معناه : لا يسمعون صوتها . وقولهم : فلان نسيج وحده قال أبو بكر : معناه فلان أوحد في معناه ليس له ثان ، كأنّه ثوب نسج على حدته ، لم ينسج معه غيره ، قال الراجز [4] : < شعر > قال أبو ليلى مدّه * حتى إذا مددته فشدّه إن أبا ليلى نسيج وحده < / شعر > وقال الآخر [5] : < شعر > جاءت به معتجرا ببرده * سفواء تردي بنسيج وحده < / شعر > ووحده : منصوب في جميع كلام العرب ، إلَّا في ثلاثة مواضع : نسيج وحده ، وعيير وحده ، وجحيش وحده ، وهو في غير هذه المواضع منصوب ، كقولهم : لا إله إلَّا اللَّه وحده لا شريك له ، وكقولهم : مررت بزيد وحده وبالقوم وحدهم . قال أبو بكر : وفي نصب وحده ثلاثة أقوال ؛ قال جماعة من البصريين : هو منصوب على الحال . وقال يونس : وحده عندهم بمنزلة عنده . وقال هشام : وحده هو منصوب
[1] شعره : 96 . والشوس : جمع شوساء ، وهي : التي تنظر بمؤخر عينها . [2] شعره : 2 / 12 . [3] سورة الأنبياء : آية 201 . [4] ك : قال الشاعر ، وهو الراجز ولم أقف عليه . [5] دكين بن رجاء ، كما في اللسان والتاج ( عجر ) . ونسب إلى ابن ميادة ، ينظر شعره : 111 .