وقال ابن الأعرابي وأبو عمرو : معنى أرغم اللَّه أنفه : عفّره اللَّه بالرّغام ، والرغام : تراب يختلط فيه رمل . ومن ذلك الحديث الذي يروى عن عائشة في المرأة تتوضّأ وعليها خضابها ، فقالت : ( اسلتيه وأرغميه [1] ) . فمعناه : ألقيه في الرغام ، وهو التراب في رمل . قال لبيد [2] : < شعر > كأنّ هجانها متأبّضات * وفي الأقران أصورة الرّغام < / شعر > قولهم : جئ به من حسّك وبسّك قال أبو بكر : فيه قولان ؛ قال الأصمعي : معناه : جيء به من حيث كان ولم يكن . وقال غير الأصمعي : معناه : جيء به من حيث تدركه حاسة من حواسك ، أو يدركه تصرف من تصرفك . قال : والحسّ في غير هذا : القتل . من ذلك قول اللَّه عز وجل : * ( إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِه ) * [3] إذ تقتلونهم . يقال : قد حسّهم الأمير يحسهم حسّا ، إذا قتلهم . قال الشاعر [4] : < شعر > نحسّهم بالبيض حتى كأنّما * نقلَّق منهم بالجماجم حنظلا < / شعر > وقال الراجز [5] : < شعر > إن تلق قيسا أو تلاق عبسا * تحسّهم بالمشرفي حسّا < / شعر > ويقال : أحسست الشيء أحسّه إحساسا ، إذا وجدته ، قال اللَّه عز وجل : * ( هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ ) * [6] ، معناه : هل تجد منهم من أحد ، قال الأسود بن يعفر [7] : < شعر > نام الخليّ وما أحسّ رقادي * والهمّ محتضر لديّ وسادي < / شعر >
[1] غريب الحديث 4 / 326 . [2] ديوانه 202 . ومتأبضات مشدودة بالأباض ، وهو : حبل يشد في اليد . والأقران : الحبال . وفي الديوان رواية أخرى هي : الرغام . [3] سورة آل عمران : آية 152 . [4] لم أقف عليه . [5] لم أقف عليه . [6] سورة مريم : آية 98 . [7] ديوانه 25 . والأسود : هو أعشى بني نهشل .