مغرّبا : أي بعيدا ، قال الكميت [1] : < شعر > أعهدك من أولي الشبيبة تطلب * على دبر هيهات شأو مغرّب < / شعر > وقولهم : قد دقّة دقّا نعمّا قال أبو بكر : قال الكسائي : معنى قولهم : نعما : بالغا زائدا ، قال : يقال : قد دققت الدواء فأنعمت دقه ، أي : زدت فيه . قال الشاعر [2] : < شعر > فيا عجبا من عبد عمرو وبغيه * لقد رام ظلمي عبد عمرو فأنعما < / شعر > معناه : فزاد في الظلم . وقال ورقة بن نوفل ، في زيد بن عمرو بن نفيل : < شعر > رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنّما * تجنّبت تنورا من النار حاميا < / شعر > ومن ذلك قول النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم : « إنّ أهل الجنة ليتراؤن أهل علَّيّين كما ترون الكوكب الدريّ في أفق السماء ، وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما [3] » ففي أنعما ثلاثة أقوال : قال الكسائي وأبو عبيد : معناه : وزادا على ذلك . ويقال : معناه : وبالغا في الخير . وقال محمد بن الجهم : سألت الفراء عن معنى ( وأنعما ) فقال : معناه : صارا إلى النعيم ، ودخلا فيه ، يقال : قد أنعم الرجل ، إذا صار إلى النعيم ، ودخل فيه ، قال ابن الجهم : وأنشدني الفراء حجة لهذا ، قول الشاعر يصف راعيا وغنمه : < شعر > سمين الضواحي لم تؤرقه ليلة * وأنعم أبكار الهموم وعونها [4] < / شعر > قوله : سمين الضواحي ، معناه : ما ضحا للشمس من غنمه . وقوله : لم تؤرقه ليلة ، معناه : لم تؤرقه أبكار الهموم وعونها ليلة . وأنعم : معناه : صار إلى النّعيم . والكوكب الدّرّى فيه خمسة أوجه . يقال : * ( كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ ) * [5] بضم الدال وتشديد
[1] ديوانه 97 . [2] طرفة ، ديوانه 94 . [3] غريب الحديث 1 / 141 ، النهاية 5 / 83 . [4] بلا عزو في أمالي المرتضي 1 / 509 ، والمخصص 1 / 159 . [5] سورة النور : آية 35 . وينظر : الكشف 137 / 2 ، ومشكل إعراب القرآن 512 .