نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 85
ومن زعم أنّ في مثل ( يا أيّها الّذينَ آمَنوا ) [1] التفاتاً والقياسُ آمَنْتُمْ فقد سها لأنّ شرط عائد الموصول أن يكون بلفظ الغيبة على ما تشهد به كتب النّحو . فأقسام الالتفات ستّةٌ حاصلة من العدول من كلّ من الطّرق الثلاثة إلى طريقين آخرين منها . فمن التّكلم إلى الخطاب ، نحو ( مالي لا أعبد الّذي فطرني وإليه تُرجَعُون ) [2] ومقتضى الظاهر " أرجِعُ " . ومن التكلّم إلى الغَيبةِ ، نحو ( إنّا أعطيناكَ الكوثر * فصلِّ لربّكَ وانحر ) [3] ومقتضى الظاهر " لنا " . ومن الخطابِ إلى التكلّم ، نحو : طَحَا بِكَ قَلْبٌ فِي الحِسانِ طَرُوبُ * بُعَيْدَ الشّبابِ عَصْرَ حانَ مَشيبُ يُكَلِفُني لَيْلى وَقَد شَطّ وَلْيُها * وَعادَتْ عَوَاد بَيْنَنا وَخُطُوبُ ومقتضى الظّاهر " يكلّفكَ " . " طحا " أي ذهب ، " في الحسان " أي في طلب الحسان ، " بُعَيْد " تصغير " بُعْد " للقرب أي حين أدبَرَ الشّباب وكاد ينصرم ، " حانَ " أي قرب . فاعل " يكلّفني " الضمير الرّاجع إلى القلب و " ليلى " مفعوله الثّاني . والمعنى يطالبني القلب بوصل ليلى . " شطّ " أي بُعد ، " وَليها " أي قربها . " عادت " من عادَ يَعودُ . ومن الخطاب إلى الغَيبة ، نحو ( حتّى إذا كنتم في الفلك وجَرَيْنَ بهم ) [4] . ومقتضى الظاهر " بكم " . ومن الغَيبة إلى التّكلّم ، نحو ( اللهُ الّذي أرْسَلَ الرّياحَ فتثير سحاباً فسقناهُ ) [5] ومقتضى الظّاهر فساقه أي " ساق الله ذلك السّحاب وأجراه إلى بلد ميّت " . ومن الغَيبة إلى الخطاب ، نحو ( مالك يوم الدّين * إيّاكَ نعبُد ) [6] ومقتضى الظّاهر " إيّاه " .