responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 38


خطأ غير مطابق للواقع ، وكذب الخبر عدمها ولو كان خطأ ، فقول القائل " السّماء تحتنا " معتقداً ذلك صدق وقوله " السّماء فوقنا " غير معتقد ذلك كذبٌ . بدليل قوله تعالى ( إذا جاءكَ المنافقونَ قالوا نشهد أنّك لَرسول الله والله يعلم أنّك لَرسوله والله يشهد أنّ المنافقين لكاذِبونَ ) [1] فإنّه تعالى جعلهم كاذبين في قولهم : إنّك لَرسول الله لعدم مطابقته لاعتقادهم وإن كان مطابقا للواقع .
وردَّ هذا الاستدلال بأنّ المعنى " لكاذبون في الشّهادة وفي ادّعائهم المواطاة " . فالتكذيب راجع إلى الشّهادة باعتبار تضمّنها خبراً كاذباً غير مطابق للواقع وهو أنَّ هذه الشّهادة من صميم القلب وخلوص الاعتقاد بدليل " انَّ واللاّم والجملةِ الاسميّة " .
أو المعنى " لكاذبون في تسمية هذا الإخبار شهادةً " لأنّ الشّهادة ما يكون على وفقِ الاعتقاد .
أو المعنى " أنّهم لكاذبون في المشهود به " أعني قولهم : إنّكَ لَرسولُ الله ، في زعمهم لا في الواقع .
قول الجاحظ أنكر الجاحظ انحصار الخبر في الصّدقِ والكذب وأثبَتَ الواسطة وزعم أنَّ صدق الخبر مطابقته للواقع مع الاعتقاد بأنّه مطابق وكذب الخبر عدمها مع اعتقادِ أنّه غير مطابق . وغير هذين القسمين - وهي الأربعة الآتية - ليست بصدق ولا كذب :
1 - المطابقة للواقع مع اعتقاد عدم المطابقة .
2 - المطابقة للواقع بدون الاعتقاد أصلا .
3 - عدم المطابقة للواقع مع اعتقاد المطابقة .
4 - عدم المطابقة للواقع بدون الاعتقاد أصلا .
فكلّ من الصِّدق والكذب بتفسيره أخصّ منه بالتّفسيرين السّابقين بدليل ( أفْترى على اللهِ كَذِبا أم به جِنَّةٌ ) [2] لأنّ الكفّار حَصروا إخبار النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )



[1] المنافقون ( 63 ) الآية 1 .
[2] سبأ ( 34 ) الآية 8 .

38

نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست