نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 265
للظّرفيّة ، مثل " فيها " في قوله تعالى ( لهم فيها دارُ الخلد ) [1] . الضّمير راجعٌ إلى " جهنّم " بولغ في اتّصافها بالخلود حتّى انتزع منها " دار الخلد " أي الدّار الّتي عذابها دائمٌ . الكنائيّ هي أن ينتزع المتكلّم معنىً ثمّ يبيّنه بطريق الكناية ، مثل المصرع الثّاني في هذا البيت : يا خَيْرَ مَنْ يَرْكبُ المَطِيَّ وَلا * يَشْرِبُ كَأساً بِكَفِّ مَنْ بَخِلا أي يشرب بكفّ الجواد ، انتزع من الممدوح جواداً يشرب بكفّه على طريق الكناية لأنّه إذا نفى عنه الشّرب بكفّ البخيل فقد أثبت له الشّرب بكفّ الكريم ، ومعلوم أنّه يشرب بكفّه فهو ذاك الكريم . ومن تجريد الكنائيّ مخاطبة الإنسان نفسه ، وبيان التّجريد فيه أن ينتزع المتكلّم من نفسه شخصاً آخر مثله في الصّفة الّتي سيق لها الكلام ثمّ يخاطبه ، كقوله : لا خَيْلَ عِنْدَكَ تُهديها ولا مالٌ * فَلْيُسْعِدِ النُّطقُ إنْ لَمْ يُسْعِدِ الحالُ [2] انتزعَ من نفسه شخصاً آخر في فقد الخيل والمال ثمّ خاطبه . غيرهما قد يكون التّجريد بلا حرف وكناية بأن يذكر " المنتزع " أي الموصوف الثّاني ويُفهم منه التّجريد بقرينة الحال ، نحو ( وإنْ نَكَثُوا أيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهم وطَعَنُوا في دينكم فقاتِلوا أئمّة الكفر ) [3] انتزع ممّن نكثوا إيمانهم " أئمّة الكفر " بقرينة " نكثوا أيمانهم " مبالغةً في كفرهم .