نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 231
استعار لفظ " أسد " لرجل شجاع ثمّ ذكر للمستعار له وصف " شاكِ السِّلاح " وللمستعار منه وصفَ " له لِبَدٌ أظفاره لم تقلّم " . وصف الأوّل تجريد والثّاني ترشيح . و " التّرشيح " أبلغ من " الإطلاق والتّجريد " لاشتماله على تحقيق المبالغة وتناسي التّشبيه وادّعاء أنَّ المستعار له نفس المستعار منه لا شيء شبيه به ، كما في قوله : وَيَصْعَدَ حَتّى يَظُنُّ الجَهُولُ * بِأنّ لَهُ حاجةً فِي السّماءِ استعار لفظ " الصّعود " لِعلوّ القدر والارتقاء في مدارج الكمال ، ثُمّ بنى عليه ما يُبنى على علوّ المكان والارتقاء إلى السّماء من ظنّ الجهول بأنّ له حاجة في السّماء ، وهذا الوصف ترشيح . وفي لفظ " الجهول " زيادة مبالغة في المدح لما فيه من الإشارة إلى أنَّ هذا إنّما يظنّه الجهول ، وأمّا العاقل فيعرف أنّه لا حاجة له في السّماء لاتّصافه بسائر الكمالات ، وكقوله : لا تَعْجَبُوا مِنْ بِلى [1] غِلالَتِهِ [2] * قَدْ زُرّ [3] أزرارُهُ [4] عَلَى القَمَرِ ادّعى أنّ محبوبه ذات القمر لا شبيهٌ به ، واستدلّ لادّعائه بأنّ غلالته الّتي من جنس الكتّان قد بلى كما يبلى الثّوب الكتّان المقابل لشعاع القمر . فقوله " لا تعجبوا من بِلى غلالته " ترشيح ويدلّ على تناسي التّشبيه . وكقوله : قامت تُظَلِّلُني وَمِنْ عَجَب * شَمْسٌ تُظَلِّلُني مِنَ الشَّمْسِ ادّعى أنّ محبوبته الّتي قامت هي الشّمس لا كالشّمس ، ثمَّ ترتَّبَ عليه تعجّبه من تظليل شمس من الشّمس ، وهذا يدلّ على تناسي التشبيه .
[1] أي الاندراس . [2] ثوب رقيق يُلبس تحت الثّياب . [3] أي شُدَّ . [4] ما يربط به الثّوب ، وبالفارسي يقال له " دكمه " .
231
نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 231