نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 197
المشبّه لقرب المناسبة بين المشبّه والمشبّه به ، إذ لا يخفى انّ الشّيء مع ما يناسبه أسهل حضوراً منه مع ما لا يناسبه ، كتشبيه الجرّة الصّغيرة بالكوز في المقدار والشّكل ، فإنّه وإن كان في وجه الشّبهِ تفصيل ما أعنى المقدار والشّكل إلاّ أنَّ الكوز غالب الحضور عند حضور الجرّة في الذّهن . 3 - وجه الشّبه قليل التّفصيل مطلقاً سواء كان عند حضور المشبّه أو غيره مع غلبة حضور المشبّه به في الذّهن أيضاً لتكرّره على الحسّ ، فإنّ المتكرّر على الحسّ أسهل حضوراً ممّا لا يتكرّر ، نحو " الشّمس كالمرآة المجلوّة في الاستدارة والاستنارة " . فإنّ في وجه الشّبه تفصيلا مّا لكنّ المشبّه به - أعني المرآة - غالب الحضور في الذّهن مطلقاً . البعيد : البعيد أو الغريب ما لم يظهر فيه وجه الشّبه ولا ينتقل من المشبّه به إلاّ بعد فكر وتدقيق نظر . وعدم ظهور وجه الشّبه يكون لهذه الجهات : الف : كثرة التّفصيل في وجه الشّبه ، نحو " الشّمس كالمرآة في كفّ الأشلّ " . ب : نُدور حضور المشبّه به عند حضور المشبّه لبعد المناسبة ، نحو قوله في وصف البنفسج : ولا زَوَرْدِيّة [1] تزهو [2] بِزُرْقَتها [3] * بين الرّياضِ على حُمْر اليَواقيتِ [4] كأنّها فوق قامات ضَعُفْنَ بها * أوائِلُ النّار في أطرافِ كبريتِ [5] فعند حضور البنفسج في الذّهن لم يحضر صورة اتّصال النّار بأطراف الكبريت . ج : نُدور حضور المشبّه به مطلقاً سواء كان عند حضور المشبّه أو غيره لكون المشبّه وهميّاً ك " أنياب الأغوال " أو مركّباً خياليّاً ك " أعلام ياقوت نشرن على
[1] أي ورد البنفسج . [2] أي تتكبّر . [3] أي لونها الأزرق . [4] أي اليواقيت الحمر والمراد الشّقايق الحمر . [5] أي حين اشتعاله .
197
نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 197