نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 95
فإنشائيّة ، نحو " إن جاءكَ زيدٌ فأكرمه " . وأمّا نفس الشّرط فقد أخرجته الأداة عن الخبريّة واحتمال الصّدق والكذب . ب : في اصطلاح المنطقيّين كلٌّ من الشّرط والجزاء خارج عن الخبريّة واحتمال الصّدق والكذب ، وإنّما الخبر مجموع الشّرط والجزاء المحكوم فيه بلزوم الثّاني للأوّل ، فمفهوم قولنا " كلّما كانتِ الشمّس طالعة فالنّهار موجود " الحكم بلزوم وجود النّهار لطلوع الشّمس . والمحكوم عليه طلوع الشّمس والمحكومُ به وجود النّهار . ولكن باعتبار أهل العربيّة حُكِمَ في المثال بوجود النهار في كلّ وقت من أوقات طلوع الشّمس ، فالمحكوم عليه هو النّهار والمحكوم به هو الوجود . وبحثنا هذا على اصطلاح أهل العربيّة . تقييد الفعل بالشّرط وهو لاعتبارات لا تعرف إلاّ بمعرفة أدواته ، نحو " أُكرمك إن تكرمني " . والمهمُّ منها ثلاثة وهي : " انْ ، إذا ، لو " . إنْ وإذا كلاهما للشّرط في الاستقبال ، لكن أصل " إنْ " عدم الجزم بوقوع الشّرط ، وأصل " إذا " الجزم بوقوعه ، ولذا كان الحكم النّادر موقعاً ل " إنْ " لأنّ الحكم النّادر غير مقطوع به في الغالب . والماضي لمّا كانَ يدلّ على الوقوع قطعاً يجيء مع " إذا " غالباً وإنْ نقل هنا إلى معنى الاستقبال ، نحو ( فإذا جاءتهمُ الحسنة قالوا لنا هذه وإن تُصبهم سيّئةٌ يطّيّروا بموسى ومَن معه ) [1] . جيء في جانب " الحسنة " بلفظِ الماضي مع " إذا " لأنّ المراد الحسنةُ المطلقة الّتي وقوعها مقطوعٌ به ولهذا عُرّفتِ الحسنة تعريف الجنس ، لأنّ وقوع الجنس لكثرته كالواجب . وجئ في جانب السّيّئة بلفظ المضارع مع " إنْ " ، لأنَّ السّيّئة نادرة بالنسبة إلى الحسنة المطلقة ولهذا نُكّرت السّيّئة لتدلّ على التّقليل .