نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 92
( لنا ) للعلل المذكورة مع اتّباع الاستعمال لاطّراد الحذف في مثل " إنَّ مالا وإنَّ ولداً " وقد وضع سيبويه في كتابه لهذا باباً فقال : " هذا بابُ إنَّ مالا وإنّ ولداً " . وقوله تعالى : ( فَصَبرٌ جميل ) [1] يحتمل حذف المسند أي " أجْملٌ " أو المسند إليه أي " أمري " . ففي الحذفِ تكثير الفائدة بإمكانِ حمل الكلام على كلٍّ مِنَ المعنيين بخلاف ما لو ذكر فإنّه نصٌّ في أحدهما . قرينة الحذف ولابدّ للحذف من قرينة دالّة عليه ليفهم منه المعنى كوقوع الكلام جواباً للسّؤال ، وهو على قسمين : ألف : السؤال المحقّق نحو ( ولَئن سَأَلْتَهُمْ مَن خلق السّماواتِ والأرض لَيَقولُنّ اللهُ ) [2] أي " خَلَقَهُنَّ اللهُ " والدّليل على أنّ المرفوع فاعل والمحذوف فعله أنّه جاءَ عند عدم الحذف ، كذلك كقوله تعالى : ( وَلَئن سَأَلتَهُم مَنْ خَلَقَ السّماوات والأرض لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ العزيزُ العليم ) ( 3 ) وقوله تعالى : ( قالَ من يحيي العظام وهي رميم قل يُحييها الّذي أنشأها أوّل مرّة ) ( 4 ) . ب : السؤال المقدّر ، نحو ( يُسَبِّحُ له فيها بالغدوّ وَالآصالِ * رِجالٌ ) ( 5 ) فيمن قَرَأها مفتوحة الباء ( 6 ) كأنّه قيل " مَنْ يُسَبِّحُه " فقيل " رجالٌ " أي " يُسَبِّحُه رجالٌ " . ذكر المسند ذكره يكون لجهات مقتضية لذلك : ألف : كون الذّكر هو الأصل مع عدم المقتضي للعدول عنه . ب : الاحتياط لِضعف التّعويل على القرينة ، مثل ( خَلَقَهُنَّ العزيزُ العليم ) ( 7 ) .
[1] يوسف ( 12 ) الآية 18 و 83 . [2] لقمان ( 31 ) الآية 25 . ( 3 و 7 ) الزّخرف ( 43 ) الآية 9 . ( 4 ) يس ( 36 ) الآية 78 . ( 5 ) النّور ( 24 ) الآية 36 و 37 . ( 6 ) وهم جمع من القرّاء ، منهم عاصم وابن عامر .
92
نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 92